اخبار عدن / مسعود الذيباني/
المتتبع لموقف المملكة العربية السعودية من تطبيق اتفاق الرياض يشعر بالحيرة والارتياب ، المملكة التي سعت قيادتها لأكثر من شهرين في مفاوضات مكوكية شاقة للتوصل الى ابرام اتفاق الرياض بين الشرعية والانتقالي لم تقوم باي دور فعلي بالضغط على الطرفين لتنفيذه ولو بحده الأدنى ، و سمحت للشرعية وبخرق واضخ للاتفاق على إعادة بناء القوة العسكرية وتحشيد المجاميع العسكرية من محافظة وشبوة ومارب وإدخال أسلحة ثقيلة الى محافظة ابين وعودة القيادات التابعة للحماية الرئاسية من المملكة عوضا عن انسحاب القوات من شقره وعودتها الى مارب لمواجهة الحوثيين الذين يستعدون لاجتياح المحافظة .
هذا الموقف الغريب للملكة العربية السعودية بتخليها عن اتفاق هي المسؤولة والضامنة لتنفيذه يضع استفهامات كثيرة حول دور المملكة وتوجهاتها الفعلية، ويدفع المراقب للتساؤل عن سياستها تجاه اليمن بشكل عام والجنوب بشكل خاص، سياسة يكتنفها الغموض وعدم الجدية في التعامل مع الأوضاع في عدن وتوحيد وتقوية القوى الداعمة للشرعية، والإبقاء على الخلافات والصرعات في المناطق الجنوبية المحررة وتجاهل حالة الانفلات وعدم الاستقرار الى اجل غير معلوم يظهر ان للمملكة سياسة أخرى غير معلنة تجاه اليمن.
ان الصمت على تحركات الشرعية وتهديداتها باقتحام عدن يعتبر امرا مستغربا في ظل وجود القوات السعودية ووجود اتفاق الرياض، وإذا حدثت المواجهة فأنها لن تكون مواجهة سهله وسيطول امدها وستتحول الى معركة عنيفة ستخلف دمارا كبير ولن يستطيع احدا التنبؤ بنتائجها، وسيقدم خدمة كبيرة للحوثيين وتمكينهم من وفرض سيطرتهم علي بقية المناطق واليمن بكاملها، وستكون المملكة من اكبر الخاسرين وايران وحلفائها هم وحدهم المستفيدين من هذه السياسة بكل ما يترتب عليها من اثار ونتائج وخيمة .