قال الدكتور نبيل خوري، نائب السفير الأمريكي سابقاً لدى اليمن، إن الدولة لم تعد موجودة بأي حال من الأحول، لافتاً إلى أن حكومة الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، المعترف بها دولياً أصبحت عاجزة بعد خمس سنوات في المنفى، عن خدمة مواطنيها الذين تمثلهم.
وأضاف خوري، في مقال نشر في منتدى الخليج الدولي، إن “نبوءة الرئيس الراحل، علي عبد الله صالح تحققت”، موضحا: “الدولة التي ظلت موحدة في عهد الرئيس صالح حتى العقد الأخير من حكمه، تفككت إلى ما يقرب من أربعة كيانات، وفي حالة حرب مع بعضها البعض والتنافس على الدعم الدولي”.
وقال الدبلوماسي الأمريكي، إن اتفاقيتي ستوكهولم والرياض -اللتين وصفهما بأحدث محاولة إقليمية ودولية لإحلال السلام في البلاد- باءتا بالفشل.
وتابع: “وعلى الرغم من الاتفاق الشفهي بين كل من مليشيا الحوثي والحكومة السعودية من أجل وقف إطلاق النار، الذي أعلن عنه مؤخراً الأمين العام للأمم المتحدة، فإن احتمالات إنهاء الحرب وإعادة توحيد البلاد تبدو قاتمة في أحسن الأحوال”.
ومنذ أن استولى الحوثيون على صنعاء، أمضت حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي وقتا قصيرا على الأرض في اليمن، وفرت إلى الرياض بعد إقامة قصيرة في عدن.
وأضاف “ويلاحظ النقاد كيف أن الحكم عن بعد بكل المقاييس مربح للرئيس والوزراء على حد سواء، الأمر الذي يجنبهم التجربة القاسية للتواجد على أرضهم في بلدهم المدمر، بينما يتمتعون بفوائد الفساد المنتشر، والتجول حول العالم وحضور الاجتماعات في أوروبا ونيويورك بشكل أنيق.
وقال نائب السفير الأمريكي السابق: “كما أن (حكومة الفنادق) التي لطالما اتسمت بها حكومة هادي بشكل استهتاري، تعمل وتحكم من فنادق فاخرة في الرياض. وبالاقتران مع عدم الكفاءة، جعلت هذه التركيبة من المستحيل بالنسبة لهم تحقيق الغرض الوحيد للحكومة – مناصرة وتلبية الاحتياجات الأساسية لشعبهم”.
واستطرد: “وبغض النظر عن نقص البنية التحتية والرعاية الصحية وحتى المياه النظيفة في جميع أنحاء البلاد، فشلت حكومة هادي في الغالب في دفع الرواتب والمزايا لموظفي الخدمة العامة والجيش.
ونوه إلى أن الاحتجاجات في الشوارع، ونداءات المنظمات الدولية، والأموال المقدمة من السعودية، أدت إلى مدفوعات جزئية، ومع ذلك، ما تزال الطرق بين المدن والمرافق الحكومية التي يحتاجها المواطنون غير صالحة. ولم تتمكن القوات المسلحة والشرطة الرسمية في حكومة هادي، أو حسب بعض الروايات في كثير من الأحيان، من توفير هذا الأمن لعامة الناس.
ورأى الدبلوماسي الأمريكي نبيل خوري، أن المشكلة الرئيسة هي التصور المستمر للفساد الحكومي والمسؤولين العاملين فيه، والأرقام المتضخمة للجيش الوهمي.