ماجد الداعري
أفصح عبدالله الحضرمي،زير خارجية شرعية المنفى، عن حقيقة مواقف حكومته الرافض لإتفاق الرياض، وعدم اعترافها به أو قبولها بالتعامل مع المجلس الإنتقالي الجنوبي كطرف سياسي شريك لها وللتحالف، بوصفه خارج عن الدولة،
حيث قال الحضرمي ،أمس الاول،لتلفزيون Dw الألماني، أن المجلس الإنتقالي الجنوبي خارج عن سيطرت دولته منذ تقويته بواسطة الامارات واتهمه بإخراج حكومته المنفية، من عاصمتها الثانية عدن في اغسطس الماضي، وهي لايمكن أن تقبل بهذا وكانت واضحة مع الامم المتحدة حول رفضها لذلك، وزعمه
أن المجلس الانتقالي لايمثل كل الجنوب،وأن مشكلته مع الجنوبيين وليس مع حكومته، وأن الإنتقالي أيضا لا يستطيع الاستمرار خارج إطار الحكومة التي قال انها ماتزال تعتبره جهة خارجة عن الدولة، خلافا للحوثيين الذين دعاهم للسلام وافتخر بانتمائه المذهبي والجغرافي اليهم، بعد تأكيده إستعداد حكومته لمشاركتهم السلطة،بقوله ان حكومته ليست دمية بيد السعودية وأنها تتمتع بالحرية في التفكير واتخاذ قراراتها حتى وهي مقيمة بالرياض،وأنه كعبدالله الحضرمي وزيرخارجية اليمن وزيدي من صنعاء يدعو الحوثيين للسلام والحوار ويعدهم أن حكومته، بالمقابل، على استعداد لاشراكهم ومقاسمتهم السلطة،خلافا للانتقالي المتمرد، ورغم تأكيده ان زعيمهم عبدالملك الحوثي يريد السلطة وحكم اليمن، بالاصطفاء، دون انتخابات ولاعتبارت دينية يرددها واتباعه.
وزعم الحضرمي، في حديثه المتلفز باللغة الإنجليزية، ان شرعية هادي مستمرة في حكم اليمن،حتى انتخاب رئيس جديد للبلاد،وان التحالف العربي سيغادر اليمن في حال انتهت الحرب.
ولذلك فقد اماط حديث الحضرمي،اللثام عن كل قناعات حكومته المتعلقة بحقيقة مواقفها الرافضة لاتفاق الرياض وكشف بوضوح عمن يقف وراء إعاقة وافشال تنفيذه حتى اليوم،كون الرجل الذي يمثل سياسة حكومة الشرعية الخارجية ورسائلها الدبلوماسية التي يحملها إلى دول العالم والمحافل الدولية، لم يعط الاتفاق اي أهمية بل أنه استبعد اي دور له او أهمية في التوصل لأي حل سياسي أو إتفاق سلام في اليمن، وحتى عن سؤاله عن رضوخ حكومته للرياض لتوقيع الاتفاق مع الإنتقالي وتقديم تنازلات كبيرة عن صلاحياتها لاشراكه بالسلطة وهو مايزال،متمسك بمشروع الانفصال او استقلال الجنوب،واعتباره ان ذلك كان من أجل استمالة المجلس للمشاركة في السلطة، للتخلي عما وصفه بمشروع الانفصال الذي قال ان المجلس يصر عليه كمشروع،يمكنه العودة إليه بعد إنتهاء الحرب واي تسوية سياسية للازمة في البلاد.
فشل دبلوماسية الشرعية، سبق وأن أصاب الشرعية و التحالف، بمقتل، على مستوى الإقليم والمنظمات الحقوقية الدولية ووسائل الإعلام وصولا إلى المحافل الدولية،بسبب غياب اي دور دبلوماسي للبعثات الدبلوماسية اليمنية المخترقة قطريا منذ ايام تولي الدوحة صرف مرتبات دبلوماسيها وموظفيها،في إطار دورها الداعم لليمن سابقا،ضمن مشاركتها لتحالف إعادة الشرعية المنفية خارجيا والمنبوذة الفاشلة داخليا.
ولعل أبرز أسباب ذلك الفشل الدبلوماسي المستفحل لحكومة الشرعية، يمكن في اختراق بعثتها الدبلوماسية المشكلة بالتقاسم والتفاهم السري مع الحوثيين، والداعمة لهم حقيقة أكثر من الشرعية المغيبة عن كل حقائق ووقائع الأحداث باليمن، والدليل على ذلك، اقتصار ادانات التقارير الدولية على التحالف وتواصل الانتقادات الحقوقية للحكومة والسعودية والإمارات، دون غيرهم من المليشيات الانقلابية والجماعات الإرهابية والبلطجية، على خلفية مايحدث من جرائم وأخطاء بحق المدنيين باليمن وفي الوقت الذي يعتبر فيه الحضرمي وزير خارجية حكومة المنفى، المجلس الانتقالي الذي يقاتل، بكل بسالة الأبطال إلى جوار تحالف دعم حكومته الهاربة خارج البلاد والفاشلة حتى في إيجاد موطئ قدم لها بالداخل، ويكبد الحوثيين هزائم ساحقة في كل جبهات القتال الحدودية الجنوبية معهم، رغم كل خذلان تلك الحكومة لهم واستكثارها حتى لمرتباتهم الفتات التي لايتسلمونها الا بعد أكثر من شهر في حال تم صرفها ناهيك عن بقية الدعم التسليحي واللوجستي المقدم لجيشها الوطني الشهير بانسحاباته التكتيكية لأكثر من ٢٥٠٠ كلم وترك ألوية ومعسكرات ومواقع ومدرعات وآليات منطقة عسكرية برمتها مكونة من ١٧ لواء و٢٠ كتيبة مفترضة فيها.