لم يكتفِ حزب الإصلاح في تعز باستخدام الشرعية قفازاً لممارسة كل أعماله غير القانونية واستهداف خصومه والاستحواذ على السلطة في المحافظة والتفرد بالجيش وتشكيلاته، بل وصل به الحال إلى ممارسة دور رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة فيما يخص إصدار القرارات العسكرية وتدشين الحروب ضد رفاق السلاح والكفاح.
أعاد الإصلاح خالد فاضل إلى قيادة محور تعز، وهو الذي صدر له قرار جمهوري بتعيينه في وزارة الدفاع، وصدر قرار جمهوري بتعيين سمير الحاج قائداً لمحور تعز.. غير أن الإصلاح تجاوز مرحلة تأثير عبد الله العليمي على القرارات وإصدارها دون علم الرئيس أو بالتأثير عليه إلى مرحلة أداء دور القائد الأعلى وممارسة صلاحياته العسكرية.
أعلن الإصلاح الحرب على كتائب أبي العباس وهجّر مقاتليها وأسرهم من مدينتهم رغم رفض قيادة السلطة المحلية ممثلة بالمحافظ لهذه الإجراءات الوحشية.
كما عين الإصلاح مديرًا لأمن تعز من خلال ترشيح منصور الأكحلي ورفع اسمه إلى عبدالله العليمي الذي أوهم الرئيس هادي بأن الأكحلي مرشح من كل الأطراف في تعز، وأن هناك محضر ترشيح موقع من كل أحزاب تعز وفصائلها العسكرية.
بدأ الإصلاح الحرب على الحجرية ونقل قوات إلى التربة، وبدأ يمارس دورًا تخريبيًا في مناطق آمنة وفّر لها اللواء 35 مناخًا مستقرًا دون اختلالات أمنية أو تجاوزات كما يحصل في مدينة تعز، حيث تتواجد قوة عسكرية وأمنية تقترب من 50 ألف جندي ورجل أمن.
فتح الإصلاح معسكرات للحشد الشعبي وبتمويل من المحور وموازنة المحور، وحوّل المؤسسات الرسمية إلى غطاء لبناء مليشيات وعصابات غير نظامية لإدارة حروبه المستقبلية.
وأكبر تجاوزات الإصلاح كانت قيامه بدعم معسكرات غير شرعية في نطاق مسرح عملياته تدعمها دولة قطر، بل وفّر لهذه المعسكرات السلاح من الدعم العسكري الذي قدمه التحالف للجيش الوطني في تعز بداية الحرب ويقوم ضباط وقيادات الإصلاح بدور محوري في إعداد هذه المعسكرات في يفرس وتم إخلاء معسكر يفرس التدريبي التابع للواء 17 مشاه ليكون مركزًا لهذه المعسكرات.
وقبل أيام عين الإصلاح أحد ضباطه القادمين من محور ميدي قائدًا للشرطة العسكرية بديلًا عن جمال الشميري المعين بقرار جمهوري، وتسلم القائد الجديد عمله دون إجراءات استلام وتسليم ودون قرار جمهوري؛ أي أن قرار سالم في تعز أقوى من قرار الرئيس هادي.
صحيح يستطيع الإصلاح لاحقا إظهار قرارات جمهورية لخالد فاضل وللقائد الجديد للشرطة العسكرية وبإمكانهم وضع تاريخ إصدار قديم لمواراة فضائحهم، غير أن ما هو أكيد ويعلمه الجميع أن الإصلاح يمارس صلاحيات الرئيس ويستحوذ على صلاحياته وأن مقر الحزب في شارع جمال بتعز تحول إلى مكتب الرئيس الجديد سالم.
دولة الإصلاح المستقلة داخل الدولة تتشكل في تعز ونسختها الثانية في مأرب، مع فارق أنه في مأرب يتم إخراج القرارات بإجراءات سليمة، وإن كانت تخدم الحزب أيضاً.