عاصمة الجنوب (عدن) تتهيأ لتنفيذ بنود اتفاق الرياض التاريخي على أرض الواقع بما يمنع وقوع مزيد من التجاوزات من قبل مليشيات الشرعية التي حاولت تفخيخ الأوضاع في عدد من محافظات الجنوب بما فيها عدن، وذلك برقابة ودعم قوي من التحالف العربي.
ويسعى المجلس الانتقالي الجنوبي إلى تحسين الأداء الإداري في المحافظة بما يمهد لتطبيق الاتفاق، وكثفت قوات الحزام الأمني من دورياتها الأمنية لمنع وقوع أي أعمال إرهابية من شأنها عرقلة الاتفاق، تحديداً مع استمرار المؤامرات التي يغذيها المدعو الميسري والذي كان مسؤولاً عن إدارة ملف وزارة الداخلية في حكومة الشرعية.
ووجّه مساعد الأمين العام لهيئة رئاسة الانتقالي فضل الجعدي، أمس الأول الأحد، المسؤولين في العاصمة الجنوبية عدن بمضاعفة الجهود واضطلاعهم بواجباتهم ومهامهم تجاه المواطن.
وشدد على أن الجميع مطالب بالحرص على إعادة تطبيع الحياة في عدن والعمل بجهود حثيثة على استعادة الوجه الحضاري والمدني.
ودعا الجعدي- خلال لقائه وكيلي العاصمة عدن محمد سعيد المفلحي ومحمد سعيد سالم – إلى العمل على تحقيق تطلعات المواطنين وأن تشهد الأيام المقبلة انفراجات في شتى المجالات.
وتطرق الاجتماع إلى التحديات التي تواجه عمل المحافظة في عددٍ من الأصعدة خاصة في الجوانب الخدمية التي تمس المواطن البسيط وتنعكس سلباً أو إيجاباً على حياته.
وناقشت الإدارة السياسية في القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي – بالعاصمة عدن، السبت، في اجتماعها الدوري – وثيقة اتفاق الرياض، وخطة عمل الإدارة حتى نهاية العام الجاري.
واتفق الحاضرون على ضرورة أداء أعضاء الإدارة السياسية مهامهم الإرشادية والتوجيهية والتوعوية في مديرياتهم، فيما يخص اتفاق الرياض، وعقد لقاءات للتوعية السياسية في المجتمع.
وشدد الاجتماع على ضرورة الالتزام برفع الخطط الشهرية والفصلية وآلية تنفيذها على مستوى الإدارة وفي المديريات، بالإضافة إلى تفعيل اللقاءات الأسبوعية التثقيفية.
استتباب الأمن
وأمس الأول الأحد، تمكنت نقطة دوفس المركزية من إحباط محاولة تهريب كمية من المخدرات كانت في طريقها إلى العاصمة عدن.
وبحسب مصدر مسئول داخل النقطة، فقد تم الاشتباه في سيارة “جيب”، على متنها شخصين كانت قادمة من محافظة المهرة، وأثناء تفتيش السيارة تم العثور على 20 كيلو من المخدرات حاول المهربون إدخالها إلى العاصمة عدن.
وأقامت قوات الحزام الأمني مطلع الأسبوع الجاري، عرضاً عسكرياً وحفلاً خطابياً في مديرية الشيخ عثمان بالعاصمة عدن بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال (30 نوفمبر).
وقدمت سرايا الحزام الأمني بالشيخ عثمان خلال الاحتفال، عروضاً في فنون القتال، والتي لقيت استحسان الحضور.
فيما سجل قائد قوات الحزام الأمني بعدن العميد/ وضاح عمر عبدالعزيز خلال الحفل أول ظهور له بعد محاولة استهداف منزله من قبل مجهولين، وهنأ قيادة وأفراد الحزام الأمني بالقطاع الثامن على الإنجازات والانتصارات التي حققوها في مكافحة الإرهاب وتثبيت الأمن وفرض النظام والقانون بالمديرية.
وتأتي تحركات المجلس الانتقالي في وقت عاد فيه رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك إلى العاصمة عدن، وعقد اجتماعًا مع محافظ عدن الخطط الخاصة بمعالجة كافة المشكلات التي تراكمت في مجالات النظافة والمياه والصرف الصحي والكهرباء بسبب هروب وزراء الشرعية وتركهم مناصبهم شاغرة، في شهر أغسطس الماضي.
ووجه عبدالملك، باعتماد الموازنات اللازمة لتنفيذ خطة تطبيع الأوضاع بعدن كما نص اتفاق الرياض.
وأكد على أن حكومة الشرعية ستعمل على تطبيع الأوضاع في العاصمة عدن والمحافظات المحررة كما نص عليه اتفاق الرياض.
اتفاق يحميه الجنوب
وبعد أن شارك المجلس الانتقالي الجنوبي بفاعلية كاملة في المحادثات التي استضافتها مدينة جدة، والتي أفضت إلى التوصُّل إلى اتفاق الرياض، فإنّ القيادة السياسية الجنوبية لن تترك الفرصة أمام إفشال هذا المسار.
المجلس الانتقالي، باعتباره الممثل الشرعي والوحيد للقضية الجنوبية، أكَّد في أكثر من مناسبة العمل على إنجاح اتفاق الرياض، بما يعني التصدي الحازم لكافة العراقيل التي يزرعها أعداء الجنوب والتحالف العربي على حد سواء، والحديث هنا عن المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية.
اتفاق الرياض، الذي تمّ التوقيع عليه في الخامس من نوفمبر الجاري، كان يهدف في المقام الأول إلى ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، بعدما عمل حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي على تشويه هذا المسار، بعد أن ارتمى في أحضان الانقلابيين.
يُشير ذلك إلى أنّ نجاح اتفاق الرياض ليس في صالح المليشيات الإخوانية، التي تحاول بكل السبل إلى إفشال هذا المسار، وهو ما يدركه المجلس الانتقالي الجنوبي جيدًا ويعمل على التصدي إليه، عبر كافة السبل.
القيادة السياسية الجنوبية برهنت على قدرتها في حماية الوطن من كافة المؤامرات التي تُحاك ضده، وهي ستكون أيضًا مستعدة لكافة السيناريوهات المقبلة التي من المتوقع أن تشهد تزايدًا من قِبل المليشيات الإخوانية، وذلك على الصعيدين السياسي والعسكري.
وبينما شهدت الفترة الماضية، تصاعدًا في الإرهاب الإخواني ضد الجنوب، فقد برهنت القيادة الجنوبية سواء سياسيًّا عبر المجلس الانتقالي أو عسكريًّا عبر القوات الجنوبية على قدرتها الكاملة على صون مقدرات الجنوب والدفاع عن مصالحه، وهو ما يعني أنّ الجنوب سيكون قادرًا على إفشال كافة العراقيل والأشواك التي يزرعها إخوان الشرعية في مسار اتفاق الرياض.
تحركات (الانتقالي) السياسية تضيّق الخناق على الشرعية
لم ينجرف المجلس الانتقالي الجنوبي نحو المناوشات العسكرية التي حاولت مليشيات الشرعية جره إليها في خطوة من شأنها إفشال اتفاق الرياض، وتمسّك المجلس بأقصى درجات ضبط النفس لحين دراسة الأمور بعناية ودقة قبل أن يكون القرار بأن يكون التحرك سياسيا، وظهر ذلك من خلال جملة من المطالبات التي قدمتها هيئة رئاسة الانتقالي في اجتماعها الأسبوعي الذي عقدته، أمس الأول الأحد.
مطالب الانتقالي جاءت منطقية في مجملها ولم تخرج من إطار اتفاق الرياض، لكنها في الوقت ذاته ألقت الضوء على نقاط مهمة تهربت منها مليشيات الشرعية حتى الآن وترفض تنفيذها، وهو ما من شأنه أن يضع الأمور في نصابها السليم أمام المجتمع الدولي الذي يراقب عن كثب تطبيق الاتفاق، وكذلك فإنها إشارة للتحالف العربي باستخدام الحسم في تطبيق بنود الاتفاق.
ويرى مراقبون أن التعامل الجنوبي مع مراوغات الشرعية لابد أن يركز على الجوانب السياسية مع ضرورة قوة الردع العسكرية متى اقتضت الضرورة إلى ذلك، بحيث لا يسمح بتمدد مليشيات الشرعية مثلما تسعى هي لذلك، وبالتالي فإن الخروج إلى العلن لإعلان حقيقة ما يجري على أرض الواقع يعد ضرورة مهمة في ذلك التوقيت الذي ينتظر فيه العالم تطبيق بنود المفاوضات التي جرت في جدة على مدار الشهرين الماضيين.
وبحثت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، في اجتماعها الدوري الأسبوعي، أمس الأول الأحد، تهرب ومماطلة حكومة الشرعية في صرف رواتب الوحدات العسكرية.
ولفتت إلى مخطط للدفع بقطاع واسع من أبناء الجنوب نحو التصعيد وخلط الأوراق بهدف إفشال تنفيذ اتفاق الرياض.
وكان جنود ومتقاعدون عسكريون قد نظموا وقفة احتجاجية صباح أمس الأول الأحد، في منطقة صيرة بمديرية كريتر في العاصمة الجنوبية عدن، لمطالبة الجهات المعنية بصرف مستحقاتهم المالية من مرتبات وغيرها بعد انقطاع دام عدة شهور.
فيما طالبت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي من قيادة التحالف العربي، بالضغط على حكومة الشرعية لصرف الرواتب، كأول إجراء ملزمة بتنفيذه، وفقاً لاتفاق الرياض.
وأعرب الحاضرون عن تقديرهم لجهود الهيئة العسكرية الجنوبية، والتزامها أقصى درجات ضبط النفس لتجنب التصعيد في ظل التدهور الكبير للأوضاع المادية لشريحة واسعة من أبناء الجنوب.
واستعرض الاجتماع تنصّل حكومة الشرعية من واجبها في تقديم الخدمات المناطة بها تجاه المواطنين، وفي مقدمتها قطاع الكهرباء، في ظل التهرب من صرف استحقاقات محطات التوليد من مادتي الديزل والمازوت، ووقف اعتمادات قطاع المياه، للشهر الثالث على التوالي.
وحذّرت الهيئة، خلال الاجتماع، من محاولات تسليم محافظة المهرة لقيادات إخوانية إرهابية، داعية التحالف العربي إلى سرعة التعامل مع الموقف لحفظ الأمن والاستقرار في المحافظة والجنوب بشكل عام.
وعبّرت الهيئة عن تقديرها لمبادرة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي، بإعلان العفو العام عن الموقوفين الجنوبيين بسبب أحداث أغسطس، والذين تم الإفراج عنهم مباشرة فور صدور قرار العفو.
وطالبت قيادة التحالف العربي بإلزام حكومة الشرعية بالإفراج عن المعتقلين الجنوبيين في شبوة ومأرب، المحتجزين لأكثر من ثلاثة أشهر في ظروف سيئة وبشكل استفزازي وتعسفي.