نعمة الأمن من أعظم النعم على الإنسان، بل تتقدم باقي النعم الأخرى، وتتجسد في محافظة أبين كأوضح ما تكون في شعور المواطن بالأمان، وانخفاض مستوى الجريمة؛ ولأن أبين تأخذ نصيبها من دوامة الصراعات فقد حدث انفلات أمني، وإعادة ضبط المصنع للأمور الأمنية، وزيادة الحرص لدى السلطات القائمة لتوفير الحياة الآمنة التي تطلق قدرات العمل والبناء ومهارة الإنتاج، وتسمح بسير المشاريع الخدمية المنتظرة، أو لنقل بتعبير آخر إعادة تواصلها، وتسعى إدارة أمن المحافظة بكل ما أوتيت من جهد لتحسين الأداء الأمني، والقفز به خطوات إلى الأمام، لا سيما وأن على رأسها كفاءة شرطوية شابة مؤهلة رغم ما عانت وتعاني منه من تخريبٍ وسلبٍ ونهبٍ أجْهَزَ تقريبا في الأحداث الأخيرة على كل شيء.
“الأمناء” التقت بالعميد محمد فضل منصر، القائم بأعمال مدير عام أمن أبين، الذي يسعى بالتنسيق مع قيادة الحزام لإعادة هيبة النظام، وفرض حالة الاستقرار، وطرحت على طاولته بعض الاستفسارات، والتي رد عليها بصدر رحب مبتدئا حديثه بالقول : “لا شك بأنكم تدركون ما مرت به المحافظة من انتكاسات جراء الحروب الأخيرة مما ينعكس سلبا على الوضع الأمني؛ لكن الأمور عادت تدريجيا، وطُبّعت الأوضاع، والآن الحالة الأمنية في تحسن واضح وملحوظ بفضل جهود كل المخلصين من أبناء المحافظة كون الأمن يخص كل فئات المجتمع كمنظومة متكاملة
وأوضح العميد محمد فضل منصر بأن “هناك تنسيق أمني بين أجهزة الأمن بالمحافظة، كون عملنا مشترك، ومن خلال ذلك يتم تبادل المعلومات الأمنية والتنسيق في كثير من القضايا الأمنية التي تصب مصلحتها في صالح الأمن والمواطن، أما بالنسبة للتنسيق مع السلطة المحلية بالمحافظة حاولنا الجلوس معهم عدة مرات لدعم أمن المحافظة إلا أنه للأسف لم نجد منهم آذانا صاغية، وكأن الأمر لا يعنيهم! مع العلم أن إدارة الأمن ترفد المحافظة بإيرادات شهرية من خلال مصلحة الأحوال المدنية، وإدارة المرور، ومع ذلك لم يقدم لنا من إيراداتنا ولو الجزء اليسير، ولا ندري فيمَ تُسخر مبالغنا؟ وأين تذهب؟ وهذا السؤال نوجهه إلى السلطة المحلية.. يكفي عبثًا بإيرادات المحافظة”.
وحول الصعوبات التي تعترضهم قال العميد محمد فضل منصر: “تواجهنا صعوبات كثيرة في أداء عملنا، حيث تعرضت إدارة الأمن بعد الحرب الأخيرة لأعمال السلب والنهب المنظم، حيث تمت سرقة جميع الأثاث المكتبي، والأجهزة الكهربائية والأبواب والنوافذ والمفروشات والأطقم العسكرية، ولا يوجد لدينا حتى طقم واحد في الإدارة، ومع هذا نعمل وفق إمكانياتنا المتاحة، وأيضا لا يصرف غذاء للإدارة، وتم التنسيق مع الحزام الأمني بشأن الغذاء، واعتمدوا مشكورين الغذاء للأفراد الذين يقومون بالخدمات اليومية، ونسجل شكرنا وتقديرنا لقيادتي الحزام في المديرية والمحافظة على تعاونهم معنا باعتماد وتوفير وجبات غذاء يومية للأفراد كون الداخلية لم توفر أية تغذية نهائيا، كما نسجل شكرنا وتقديرنا لقيادة المجلس الانتقالي بالمحافظة ممثلة بالعميد الحوتري رئيس المجلس الانتقالي في أبين على وقوفهم معنا، ودعمنا حسب الإمكانات المتاحة”.
وأضاف: “ينقص إدارة الأمن إمكانات كثيرة حتى تؤدي مهامها وعلى أحسن ما يرام، حيث تعرضت لأعمال سلب ونهب منظمة ومدمرة للبنية التحتية مما جعلها غير قادرة على العمل نظرًا لعدم توفر أبسط الإمكانيات، وعليه نطالب وزارة الداخلية بتحمّل مسؤولياتها، ولا نريدها أن تكون في موقف المتفرج، ويجب أن تقوم بإنزال فريق عمل للاطلاع على التخريب المنظم الذي طال إدارتنا، ويقوم الفريق المتخصص برفع تقريره إلى قيادة الوزارة، ونحن الآن داخلون في الشهر الثالث، والوزارة قطعت علينا كل شيء حتى اللحظة”.
واستطرد مدير أبين العميد محمد فضل منصر في سياق حديثه لـ”الأمناء” قائلا: “طموحاتنا كبيرة، ومتى ما توفرت الإمكانيات اللازمة، ومتى ما تحملت وزارة الداخلية مسؤوليتها تجاه المحافظة، حينها سيرتفع مستوى الأداء الأمني، والتنسيق الشامل في إطار المحافظة، والمحافظات المجاورة، كما نطمح في استحداث مركزين أمنيين في كلٍ من المسيمير وعموديو؛ للتخفيف من زحمة القضايا على مديرية زنجبار”.