وصلت بنا الحرب إلى مرحلة صعبة وخطيرة كان بالإمكان أن لا نصل إليها، لولا السماسرة الملتحفين بالشرعية رداءً يستر فسادهم ويحميهم من الرجم الانتقامي الصاعد من المجتمع نحوهم، ولولا تبوّء حزب الإصلاح الإرهابي غرفة الرئيس هادي وإدارة مطبخه السياسي لكانت الحرب قد انقشع غبارها وعادت صنعاء والمشردون منها إليها.
عندما أقدمت عصابة الإخوان على مهاجمة الإمارات كدولة مشاركة في التحالف العربي، ومحاولة شيطنتها وإلصاق التهم الباطلة بأنشطتها ومحاولة إعاقتها من تنفيذ المشاريع التنموية أو مساندة القوات العسكرية المناوئة للحوثي، كانت الإمارات تخوض معركتها بصمت وحذر، وبإدراك الخطر الذي وصل إليه الإخوان في عرقلة القضاء على الحوثي، وكذلك خطرهم على المملكة والإمارات نفسها بسبب الارتباطات المباشرة مع تركيا والتنظيم الدولي الإرهابي للإخوان .
ورغم العوائق التي كانت تدبرها عصابة الإخوان لمنع أي إنجاز يتحقق في الميدان، كانت الإمارات قد رسمت أهدافها بدقة وبطريقة تضمن الحفاظ على الأمن والاستقرار وتعزيز القدرة القتالية على دحر الإرهاب الحوثي بما يتوافق مع أهداف التحالف العربي، وكذلك العمل على كشف وفضح الإخوان وأهدافهم الخفية وأنشطتهم الإرهابية التي تأخذ أشكالاً مختلفة.
كانت عصابة الإخوان تسعى لخلق حالة من الترهل والانفلات الأمني في الجنوب بكل الوسائل، وذلك لتشويه الصورة العامة للمقاومة الجنوبية وإظهارها بحالة عجز عن تحقيق الأمن في المدينة، ومن جانب آخر لإضعافها في حرب شوارع تستنزف قدراتها وإمكانياتها، ليسهل القضاء عليها والسيطرة على الجنوب وتصفية القضية الجنوبية “وكأنك يا بو زيد ما غزيت”.
ساهمت الإمارات وبشكل كبير من مساندة المقاومة الجنوبية بما عزز من خلق وفرض الأمن والاستقرار وإنهاء حالة الفوضى التي نشرتها عصابة الإخوان، وتمكنت المقاومة من فرض وجودها العسكري الذي يصعب تجاوزه في أي تفاوض سياسي.
ضج إعلام عيال مسعدة ضد الإمارات، وبدأت حفلة شيطنتها ونشر ادعاءات كاذبة وقضايا مزيفة، وتلقت الإمارات هذه التهم بترحاب كبير، لأنها ستكشف النفسية الشيطانية للإخوان وتفضحهم أكثر مما قد تم تعريتهم، وستقوم بإثبات الزيف والتضليل الإخواني على الناس وعقولهم.
اتهم الإخوان بأن لدى الإمارات سجوناً سرية في عدن، ونشروا وروّجوا تقارير ومقالات نسجوها من وحي خيالهم الخصب بالتلفيق والتزوير، لكنهم عجزوا عن إثبات ذلك، لا أماكن استطاعوا تحديدها ولا أسماء معتقلين ومخفيين أثبتوها، وعلى الرغم من مغادرة الإمارات وقواتها عدن، لم يستطيعوا إثبات ادعاءاتهم وكذبهم، وإنما فقط الهجوم مزايدة سياسية وتنفيذ سياسات الباشا في أنقرة.
قالت عصابة الإخوان إن الإمارات تسعى إلى انفصال الجنوب عن الشمال، وبدأت الحملة تُشن باستمرار على هذا الوتر، وأظهروا أن كل جنوبي انفصالي، وأن المعدات والآليات الثقيلة قد بدأت في حفر الحدود واستقطاع الجنوب وفصله، وأن الإمارات بدأت بتركيب خطافات عملاقة لسحب أرض الجنوب وإلصاقها بالجغرافيا الإماراتية، وظهر الإخوان في الموقف الساذج والمهرجين المدفوعين بالأجر اليومي.
في كل مرة يتلقى الإخوان صفعة من الإمارات، ويتلاشى صوتهم النشاز أمام الثبات في الإنجاز الإماراتي وتحقيق الأهداف التي تضمن الأمن والاستقرار، وفي كل مرة يختلقون قصة جديدة وقضية جديدة وثم يشتغلون عليها تجاه الإمارات، فتفسد عليهم هذا الاشتغال بفضحهم وكشفهم وانتكاستهم.
الصفعة الأخيرة التي تلقتها عصابة الإخوان هي مساهمة الإمارات بدفع المجلس الانتقالي لخوض حوار جدة، هذه الصفعة أسقطت كل الشكوك الإخوانية التي تسوقها وتستخدمها ضد الإمارات بأنها تسعى إلى الانفصال وابتلاع الجنوب، وأنها تسعى إلى إنشاء دولة مستقلة، وهنا لم يجد الإخوان إلا الهروب إلى خلق قضايا أخرى وهمية لصرف الناس عن صفعة كشفت وفضحت صورتهم.
يشتغل الإخوان ضد اليمنيين، يحاربون كل من يقف في صف البسطاء برغيف خبز أو إنارة شارع أو دواء لمريض، أو بوقود لمحطات الكهرباء، يقف الإخوان ضد كل من يكشف فسادهم وخطرهم وإرهابهم، يقف الإخوان ضد الإمارات، وسيقفون غداً ضد السعودية عندما يجدون الفرصة المناسبة.
لقد ساهمت الإمارات وبشكل كبير في تحييد الإخوان من الجنوب والمحاولة بالدفع لمواصلة القتال ضد الحوثي، وساهمت في دعم وتشكيل المقاومة الوطنية وتحرير الساحل الغربي، وساهمت في المحاولة لإصلاح الشرعية وليس لإسقاطها كما تروج عصابة الإخوان، وبهذه المساهمات هي تنقذ اليمن وتنقذ نفسها من خطر الإرهاب الذي يتنامى على يد الإخوان.