لم يكن الجنوب ليحتاج الى معرفة خصومه في اليمن والاقليم، فهم معروفون منذ حرب الاجتياح الأولى، فقطر التي سلحت التنظيمات الارهابية “او ما كان يعرف بالافغان العرب، للمشاركة في الحرب الى جانب قوات صالح، لم تغير مواقفها، بل ان التنظيم الإخواني في اليمن، الذي تحول من تنظيم قاعدة الجهاد الى حزب التجمع اليمني للاصلاح، وبقيادة مشكلة من ضباط اجهزة المخابرات الذين اشترك الكثير منهم في الحرب بافغانستان. يخضو الجنوب معركة وطنية، للتخلص من الاحتلال اليمني المتجدد والذي تمثله ثلاثة تيارات يمنية “الاصلاح الاخواني، المؤتمر، الحوثي”، بالاضافة الى بعض القوى الحزبية التي لها مواقف داعمة لهذه الاحزاب.
بعد معركة عدن التي قررت فيها القوات الجنوبية المصير وعبرت من خلالها عن الموقف الجنوبي والتمسك بالارادة الجنوبية التواقة للتحرير والاستقلال، سارعت ايران التي ترعى الحوثيين الى دعوة قيادة المليشيات التي زارت طهران بشكل علني، ليؤكد المرشد الايراني علي خامنئي على ضرورة الدفاع عن الوحدة اليمنية، ومثله أكد المرشد الإخواني على ضرورة التمسك بالوحدة اليمنية التي تقتل الجنوبيين منذ ربع قرن.
وقال المرشد الإيراني خلال لقاءه وفد حوثي في طهران “الحفاظ على وحدة اليمن، نظرا للعقائد الدينية ولمختلف الطوائف في هذا البلد، بحاجة إلى حوار يمني يمني”.
وذكرت الجزيرة القطرية ان “وفد الحوثيين وصل قبل أيام إيران، حيث نقل عبد السلام رسالة من زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي إلى خامنئي، كما التقى في وقت سابق وزير الخارجية محمد جواد ظريف الذي قال إن حل الأزمة اليمنية سياسي عبر حوار داخلي”.
ولم تتأخر الجزيرة القطرية في التأكيد على ان اللقاء الحوثي بمرشد ايران، جاء بعد ان استعادة المقرات الحكومية والرسمية، من قبل قوات المجلس الانتقالي الجنوبي. ولم تذهب جماعة الإخوان الارهابية في مصر بعيدا عن ما ذهب اليه مرشد ايران، فقد أكدت الجماعة في تقرير نشرته صحيفة القدس العربي القطرية على ضرورة محاربة ما وصفته بمشاريع الانفصال. وقالت القدس العربي ان جماعة الإخوان المسلمين المصرية أكدت على «وحدة الأراضي اليمنية دون تفتيت أو تقسيم»، مشدّدة على رفضها «كل محاولات الزج باليمن في أتون حرب أهلية شاملة لا تبقي ولا تذر» .
وقالت الجماعة المحظورة في مصر جراء تورطها في قضايا ارهابية: «إن دعاوى الانفصال التي يعلو ضجيجها تحت مزاعم شتى، ترعاها تلك القوى الطامعة والمتربصة باليمن وشعبها، وتهدد وجود اليمن ذاته كدولة مستقلة ذات سيادة، بل وتهدد المنطقة بأسرها بعواقب وخيمة» .