قالت مصادر مقربة من إمام مسجد بن شدة بمدينة المحرق البحرينية “عبدالجليل الزيادي”، قبل قليل، إنه تم اليوم السبت تنفيذ حكم الإعدام الصادر قبل أشهر بحق المتهم (بنغالي الجنسية).
وذكر المصدر إنه وبعد توقيع الملك على حكم الإعدام تم تنفيذه اليوم وسط فرحة أهالي وذوي الإمام المغدور الذين شكروا القيادة البحرينية والعدالة التي تسود البلاد.
والإمام عبدالجليل الزيادي من أبناء مدينة تعز اليمنية والذي حصل على الجنسية البحرينية منذ سنوات كمواطن بحريني يعمل بوزارة الأوقاف في المملكة.
وكان رئيس نيابة محافظة المحرق قد قال في وقت سابق إن المحكمة الكبرى الجنائية الأولى قد أصدرت حكمها في قضية قتل إمام مسجد بن شدة حضوريًا وبإجماع الآراء بمعاقبة المتهم الأول القاتل بالإعدام عما أُسند إليه، ومعاقبة المتهم الثاني «شريكه» بالحبس سنة عما أسند إليه، وبمصادرة المضبوطات، وأمرت بإبعاد المتهمين نهائيًا عن البلاد عقب تنفيذ العقوبة، وفي الدعوى المدنية بإحالتها إلى المحكمة المدنية المختصة بلا مصاريف.
وتعود الواقعة إلى أن النيابة العامة قد باشرت التحقيق في واقعة مقتل إمام مسجد بن شدة فور إبلاغها بالعثور على أشلاء جثته بمنطقة البر لدى تخلص المتهم الأول في القضية منها وهو مؤذن المسجد. وبادرت النيابة آنذاك بالانتقال ومناظرة الأشلاء وإجراء المعاينة اللازمة، كما أمرت بندب الطبيب الشرعي للكشف على الأشلاء وصولا من ذلك لتحديد سبب الوفاة والوسيلة المستخدمة في التمثيل بالجثة، كما كلفت خبراء المعمل الجنائي لأخذ العينات اللازمة وفحصها، مع تكليف الشرطة بإجراء التحريات للكشف الظروف والملابسات التي أحاطت بالجريمة، بحسب صحيفة “الأيام” البحرينية.
وقد استجوبت النيابة المتهم الأول فاعترف بارتكابه الواقعة، مفصلاً ذلك بأنه نوى قتل المجني عليه انتقامًا منه لتكراره شكايته لدى إدارة الأوقاف التي قررت إنهاء عمله لديها وإمهاله فترة لتسوية أوضاعه أو العودة إلى بلده، وإنه تحقيقًا لما اعتزمه من قتل المجني عليه فقد أعد لهذا الغرض قضيبًا من الحديد، وأخفاه بصحن المسجد إلى أن يتحين الفرصة المناسبة لتنفيذ جريمته، وأضاف بأنه بعد أداء صلاة الفجر يوم الواقعة واختلائه بالمجني عليه بالمسجد بعد انصراف المصلين، باغته بضربة بالقضيب الحديدي على رأسه وجسمه إلى أن فارق الحياة، ثم حمل جثته وتركها بدورة المياه الملحقة بالمسجد، وتوجه سريعًا لشراء سكين كبيرة وعبوتين بلاستيكيتين كبيرتين، وعاد إلى مكان الجثة وقام بتقطيعها إلى أجزاء بالحالة التي وُجدت عليها، ووضعها داخل العبوتين، ثم استعان بصديقه المتهم الثاني للتخلص من الأشلاء، فتعاونا في نقلها إلى منطقة بالبر، حيث تم ضبط المتهم الأول مؤذن المسجد في حين فرّ الثاني من المكان.
وطبقا للصحيفة البحرينية، قالت المحكمة في حيثيات الحكم إن المتهم قَدِمَ من بلاده على مملكة البحرين الآمنة المطمئنة بأهلها الطيبون والتي لا تفرّق بين مواطنيها ووافديها وأن الكل له حق الحياة والتمتع بأمنها وأمانها، باحثًا عن رزقه فوَسَعته المملكة هو وأفراد أسرته وأغدقت عليه من خيراتها وعمل مؤذنًا للصلاة وخادمًا لبيت الله، إلا أنه أخلّ بتلك المكانة ونال من قدسيتها وباشر أعمالاً أخرى تمثلت في المتاجرة بالتأشيرات الخاصة ببني جلدته وتأجير العقارات، وهو ما أثر على عمله المكلف به داخل المسجد وبدأ يهمل في نظافة المسجد ويتغيب كثيرًا ويغلق الباب قبل انتهاء المصلين، ما دفعه للاستعانة بأحد الأشخاص للعمل مكانه مقابل 100 دينار ونشب خلاف بين المتهم والمجني عليه دفع الأخير على أثره بتقديم شكوى ضد المتهم بإدارة الأوقاف السنية والتي أمهلته شهرين للالتزام بعمله وإلا سيتم إنهاء عمله بالمسجد.