عبد الرحمن سالم الخضر
قلنا قبل فترة طويلة ان تأخير الحسم العسكري في حرب اليمن سينعكس سلبآ على جميع الأطراف المشاركة في هذه الحرب
كما نبهنا
من ان هناك خلل رافق هذه الحرب منذ بدايتها خلل عسكري وسياسي وإعلامي
اليوم أصبحت نتائجة واضحة
تتلخص في الآتي
نجح الحوثيين من خلال المفاوضات الهزيلة ان يحققوا مكاسب سياسية على المستوى الدولي والإقليمي
نجح الحوثيين في ان تنظر اليوم اليهم قوى نفوذ دولية محايدة ومؤيدة لهم نجحوا أن تنظر اليهم باعتيارهم أمر واقع! كما أخفقت الشرعية
في المسار السياسي ما يعادل اضعاف إخفاقها في العمل والمسار العسكري ومن ينظر اليوم الى ما وصل إليه الحال بين السلطة الشرعية ومايسمى بالامم المتحدة من تدهور افتقدت
فيه الشرعية كثير من العمل السياسي واللغة الدبلماسية في تعاملها مع ما يسمى بالامم المتحدة ومبعوثها الخاص
الذي كان يفترض أن يتم التعامل معه بطرق واساليب متخذة بعين الاعتبار الدور السياسي السلبي لهذه المؤسسة التي كان يفترض التعامل معها بنفس وطريقة الاسلوب الذي تتعامل به معها الجهات المعادية
للشرعية ودور دول التحالف في هذه الحرب! واليوم وبعد ان وصلت الحالة بين السلطة الشرعية والامم المتحدة الى ما تم الإعلان عنه
ففي اعتقادي ان الطرق السياسية والدبلماسية التي كان يفترض أن يتم التعامل بها سابقا…في اعتقادي انها قد أصبحت غير مجدية وغير نافعة لا للشرعية ولا لدول التحالف
ولا أعتقد اليوم ان امام الشرعية ودول التحالف سوا خيار آخر يتمثل في
تغيير جذري للعمل السياسي والعسكري ووفقا لما تقرأه القيادات السياسية للدول المعنية بالأمر وما اصبحت تدرك جيدا من انها قادرة على تحقيقه ووفقا لما يقول المثل الشعبي
(اهل مكة ادرى باشعابها)! وبالتأكيد مواصلة الحرب وانتم تعرفون استحالة الحسم العسكري فيها فهذه كارثة ومواصلتها اكثر استنزاف وخسارة للجميع! وان لم يكن الحل إلا سياسي فيجب الإسراع بالعمل على تحقيقه لتفادي وتجنب المنطقة تدخلات ستكون أكثر خطرا وتدميرا وتهديدا للجميع وعلى المدى البعيد