كل شيء في البلاد وعلى وجه الخصوص عدن مثير للاستغراب والسخط في آن …عدن شهدت وتشهد ظواهر غريبة وشاذة غير مألوفة وهي تندرج في إجمالها في إطار الفوضى الخلاقة ودفعت هذه المدينة الطيبة الضريبة فادحة عبر كل المراحل بدءًا من ستينات القرن الماضي وحتى اليوم ولو وقفنا أمام أفضل 75 مدينة في العالم ، عام 1966م لوجدنا أن نيويورك كانت رقم 1 ولندن 4 وريودي جينيرو رقم 6 والقاهرة رقم 55 وعدن رقم 59 ودمشق 72 والاسكندرية 62 وبومبي 65 والحيز أمامي محدود ؛ ولذلك أكتفي بهذا القدر.
إذا وقفنا أمام وضع الدولار وتقهقر الريال منذ العام 1990م، حيث كان صرف الدولار 12 ريالا وارتفع الى 50 عام 1995م، و100 ريال عام 1996م، وإلى 144 ريالا عام 2000م، وارتفع إلى 200 عام 2007م، وإلى 250 عام 2016م، وإلى 396 عام 2017م، ثم إلى 500 ريالا عام 2018م.
علينا أن نسلم أمام هذا الوضع المخيف والمثير للاشمئزاز للريال في مواجهة الدولار نخلص إلى المواطن واجه وضعـــًا بالغ الصعوبة معيشيًا وما يرافق ذلك من آثار نفسية للفرد الواحد داخل الأسرة وما رافق ذلك من وضع بائس للمؤسسات وهي تواجه التزاماتها.
إذا وقفنا أمام الوضع المضحك والمبكي في آنٍ ؛ سنجد أننا أمام ألف علامة سؤال وسؤال سيصعب الإجابة عنها بالجملة منها وقوفنا أمام 11 فبراير 2011م، بانطلاق صرخة “الحل أو ارحل” الموسادية وفي 21 فبراير 2012م، انتخاب هادي توافقيــًا ثمّ حدثت واقعة هزلية يوم 21 سبتمبر 2014م، وكان ذلك يوم احتلال الحوثي لصنعاء وكان فيها أكثر من 20 لواء تابع للحرس الجمهوري والفرقة الأولى مدرع بكامل تجهيزاتها وهي كافية لتحرير فلسطين ثم إذا وقفنا إمام يوم 21 فبراير 2015م، يوم هروب هادي من صنعاء إلى عدن وفي نهاية 26مارس 2015م، هادي ينجو بجلده من احتلال الحوثيين لعدن وهروبه إلى السعودية عبر سلطنة عمان…
أما إذا وقفنا أمام يوم 21 يناير 2012 لوجدناه يوم الاشمئزاز المريع ؛ فقد أصدر مجلس النواب قرارًا حصن فيه صالحا ومن معه من أي ملاحقة قضائية وهو قرار شاذّ لا نظير له في التاريخ.
إذا وقفنا أمام حال الأمن في عدن لوجدناه مترديا منذ قيام دولة الوحدة ولا ننسى الفترة الانتقالي حيث استهدف الحليف الشمالي حليفه الجنوبي من خلال عشرات وعشرات الاغتيالات في صنعاء وعدن خلال الفترة اللاحقة لحرب صيف 1994م، الظالمة التي ألغت اتفاقية 22مايو 1990م، الآن…
لقد زادت الأوضاع سوءًا منذ 17 يوليو 2015م، يوم تحرير عدن ومناطق جنوبية أخرى ورأينا فسادا جنوبيا في المناطق المحررة وخاصة عدن وتنوعت القوى الأمنية والعسكرية فهناك ما يسمى بالجيش الوطني وهناك قوات التحالف والحزام الأمني ومليشيات أبو فلان وأبو فلتان وأبو زعطان.
أعمال اغتيالات في الممدارة والشيخ عثمان ودارسعد والمنصورة ومديريات عدن الأخرى ولم يرصد أيّ قاتل في سلسلة المجازر التي قام بها مرتزقة جنوبيون ضد ضحايا جنوبيين إضافة إلى مجازر ارتكبها الحوثيون في عدن أو مناطق مجاورة لعدن.
الجنوبيون عاجزون عن تفسير ما يحدث وعاجزون عن تقديم أي قراءة لما يدور وكيفية الخروج من هذا المأزق الخطير والحقير.