نعم؛ إن عدن تحت وطأة دايزبم دولية، والحصيف سيدرك ذلك؛ لأن العربي عامة والجنوبي خاصة لا يقدم قراءة للتاريخ ويفرز الأبيض من الأسود ويعمل على تجاوز “الأسود” حتى لا يعيق نمو مجتمعه للدخول في سباق التقدم على كافة الأصعدة والبون الشاسع بين العرب وإسرائيل.
عدن حملت فوق طاقتها بكثير، فإذا كانت طاقتها على سبيل المثال (200) طن حملوها (2000) طن فالمسكينة والجميلة والكريمة عدن عاشت أحلا أوقاتها في ظل الإدارة البريطانية 1839/1967م وكانت قبل أكثر من 600 عام، فهذا هو قدر هذه المدينة وأهلها التي يدخلها مئات الآلاف ويغادرها مئات الآلاف بل ولا تستطيع أي جهة أن تحدد من المقيم الآن في عدن.
عدن عرفت في التاريخ الحديث بأنها مدينة معارف وصحف ومسرح ومصانع (منطقة الكبسة بالمعلا) ومنظمات مجتمع مدني ومدينة مواقف وطنية وقومية وإسلامية لم ترتقِ إلى مصافها أي مدينة في الجزيرة أو الخليج العربي وأصبحت اليوم معرضا للميري ومرتعًا للسلاح وسوقًا للمخدرات وكل فرص العمل متاحة في التجنيد والمكونات كثيرة لا تأخذ الطابع الرسمي (وزارة الدفاع + وزارة الداخلية)، وأصبحت عدن ولأول مرة في تاريخها معرضًا عامًا للدراجات النارية التي تجوب كل مديريات عدن.. السرعة جنونية وصاحب السرعة تحت تأثير المخدرات.
يصورون الشرعية أنها صاحبة الحق لكن عليها أن تقيم في الرياض ويصورون الحوثي بأنه انقلابي وخارج عن القانون وحددوا له صنعاء مقرًا لإقامته واتسع صدورهم لكل تصرفاته حتى أن “كومارت” الهولندي راح ضحية الحوثي وكان صالح شريك الحوثي في الانقلاب وشاركه كل الدمار الذي لحق بالبنية التحتية والمرافق السياحية والثقافية بعدن ولا شريك لعدن في الدمار.
في 21 فبراير الماضي أطفت الشرعية المحروسة سبع شمعات و”هابي بيرث دي يا شرعية”.. والأمور تسير من سيء إلى اسوأ وصارت الأخبار السائدة تثير الاشمئزاز والتقزز؛ لأنها أخبار عقيمة وسقيمة لا يقبلها عقل.. الأسرة الدولية أدارت ظهرها تمامًا للشرعية ولا يمكن استيعاب ذلك إلا على أنه ملعوب استخباري دولي وبالمقابل الحوثي يشطط ويتنطط ويهدد ويتوعد ولسانه تطال حتى مسؤولين دوليين ولا يمكن استيعاب ذلك إلا على أنه ضحك على الذقون والأمريكان يتعاملون مع العرب كأمريكان من طراز كاوبويز COWBOYS.
سبع سنوات من التقزز والنعيق أدخلت على إثرها إلى العناية المركزة وخرجت منها لتتعاطى حبوب الدايزبم لتسكين آلام الجراح التي عانتها وتعانيها منذ 56 عامًا وبدأ أبناؤها بتنكيش الجراح وواصل غير أبنائها تنكيش الجراح منذ 6 نوفمبر 1967م.. حالياً عدن ليست بكامل وعيها جراء الدايزبم لأنها ترى منكرات داخل المدينة وخارجها، حيث يساق شبابها إلى الساحل الغربي على أنهم وحدويون ويطالبون بالجنوب على أنهم انفصاليون.
الأسرة الدولية مشغولة ومنهمكة بالحديدة ولم تقف الأسرة الدولية أمام الجرائم والانتهاكات التي سببها الحوثيون برعاية دولية منها جرائم القتل الجماعي والتدمير الواسع النطاق في عدن عام 2015م، ولأول مرة في تاريخ صنعاء وغير صنعاء أن تقتحم بيوتًا وتقوم عصابات من النساء بالتعدي على نساء البيت بالضرب والركل كما حدث يوم 26 سبتمبر 2016م، عندما اقتحمت عصابات الزينبيات على بيت الغزي ورحن يضربن ويركلن نساء وأطفال البيت المذكور وعرش الرحمن يهتز بقوة، ورسول الله وآل بيته يلعنون ما دار في بيت الغزي.. كان الله في عونكِ يا عدن.