سجنوه 40 عاما بالخطأ .. وخرج ليجني “تعويضا خياليا”
الميثاق نيوز – متابعات – توصلت إدارة مدينة سيمي فالاي في ولاية كاليفورنيا الأميركية إلى تسوية مالية ضخمة مع رجل قضى 38 عاما في السجن لجريمة لم يرتكبها .
وأطلقت السلطات سراح السجين كريغ كولي، الذي يبلغ من العمر حاليا 71 عاما، عام 2017 بعد حصوله على عفو من قبل الحاكم السابق جيري براون، الذي قال إن دليل الحمض النووي وإعادة التحقيق المضنية لجريمة سيمي فالي المروعة تثبت براءة الرجل.
وقالت سلطات المدينة، الواقعة في ولاية كاليفورنيا، السبت إنها توصلت لاتفاق، سيخفف من الإجراءات القانونية الطويلة والمكلفة وغير الضرورية مع كريغ، من خلال دفع 21 مليون دولار، حيث ستدفع المدينة مبلغ 4.9 مليون دولار، بينما يحصل على باقي الأموال من شركة التأمين ومصادر أخرى لم تسمها.
وقال مدير إدارة المدينة، إريك ليفيت، في بيان صادرة عن المدينة “في حين لا يمكن لأي مبلغ من المال أن يعوض ما حصل لكريغ، فإن تسوية هذه القضية هو الأمر الصحيح بالنسبة له وللمجتمع..”.
وكانت المدينة صادقت العام الماضي على تسوية مالية بسيطة بلغت 1.95 مليون دولار، أي حوالي 140 دولار عن كل يوم قضاه كريغ في السجن.
وتعتبر هذه التسوية الأكبر التي يدفعها مجلس تعويضات الضحايا للأحكام الخاطئة، بحسب صحيفة لوس أنجلوس تايمز.
غير أن ممثلي الدفاع عن السجين البريء رفضوا هذا الأمر وأصروا على الاستمرار في القضية إلى حين الحصول على تعويض مناسب.
وكان كريغ اعتقل على خلفية جريمة وقعت أحداثها عام 1978، عندما قتلت روندا ويتشت (24 عاما) وابنها دونالد البالغ من العمر 4 أعوام.
واعتقلت السلطات كريغ كولي، وهو من قدامى المحاربين الذين شاركوا في حرب فيتنام، بعد استجوابه في ذلك اليوم واتهمته بارتكاب جريمتي القتل، رغم أنه لم يكن له سجل جنائي سابق كما أنه أصر على براءته.
وبعد أن رفض اثنان من هيئة المحلفين الأولى إدانته رغم موافقة 10 آخرين، تقرر إجراء المحاكمة مرة أخرة بهيئة محلفين مختلفة دانت كريغ، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة مع رفض العفو عنه.
وفي الأثناء قام المحقق الخاص مايك بندر بتتبع الجريمة والتحقيق فيها، واستمر يدفع الأجهزة الأمنية باتجاه إعادة التحقيق في القضية، وهو ما حدث عام 2015، عندما استجاب مكتب الحاكم للمحقق.
وفي العام التالي بدأ رئيس دائرة الشرطة في المدينة التحقيق مجددا بالقضية.
وشكك محامو الدفاع عن المتهم بالأدلة المقدمة ضده، وكذلك في أقوال الشهود، لكن الدليل الأقوى لصالحه كان الحمض النووي، حيث عثر بسرير الضحية على حيوانات منوية تعود للجاني وكذلك على خلايا أخرى.
كما عثر عليها مثلها على ملابس الطفل القتيل، ولم يكن الحمض النووي يتطابق مع الحمض النووي لكريغ.
وبعد تقديم الأدلة الجديدة قال القاضي إن كريغ بريء، بينما لم يتم التعرف على الجناة الذين ارتكبوا الجريمة.