عين الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز المبعوث الأممي السابق إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وزيرا للخارجية ضمن تعديل جزئي في الحكومة لتنشيط الدبلوماسية الموريتانية.
وذكرت وسائل إعلام موريتانية، أن الرئيس الموريتاني أجرى تعديلا جزئيا على حكومة رئيس الوزراء يحي ولد حدمين، أخرج من خلاله أربعة وزراء من التشكيلة الوزارية، ودمج قطاعات وزارية.
وأشارت إلى أن ولد الشيخ أحمد تسلم حقيبة وزير الخارجية السابق، إسلك ولد أحمد إزيد بيه، وذلك قبل أقل من ثلاثة أسابيع على استضافة البلاد للقمة الـ31 للاتحاد الإفريقي.
جدير بالذكر، أن ولد الشيخ أحمد كان قد عين في منصب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن في أبريل 2015 ولم يتوصل إلى أي نتيجة لإنهاء النزاع الدائر هناك، وأبلغ الأمم المتحدة بأنه لا ينوي البقاء في منصبه بعد انتهاء ولايته الحالية في فبراير العام الجاري.
وتمتد خبرة ولد الشيخ أحمد لأكثر من 30 عاماً في الأمم المتحدة في مجال التنمية والمساعدة الإنسانية في إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا الشرقية.
سيرة ذاتية :
المولد والنشأة ولد إسماعيل ولد الشيخ أحمد عام 1960 بمنطقة “بيلا” التي أصبحت اليوم جزءا من العاصمة الموريتانية، حيث تربى في أسرة اهتمت بتعليمه وتربيته وفقا للتقاليد الموريتانية، مشفوعة بتعليم عصري. الدراسة والتكوين تلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط والثانوي في مدارس نواكشوط، فحصل على شهادة الثانوية العامة في العلوم الطبيعية عام 1980، ومُنح للدراسة في الخارج.
درس في جامعة مونبلييه بفرنسا حتى نال شهادة البكالوريوس في الاقتصاد، وانتقل إلى جامعة مانشستر بالمملكة المتحدة وحصل على شهادة الماجستير في تنمية الموارد البشرية، ثم التحق بكلية ماستريخت للدراسات العليا بهولندا فحاز شهادة متقدمة في الاقتصاد وتحليل السياسات الاجتماعية. وهو يتقن العربية والفرنسية والإنجليزية. الوظائف والمسؤوليات عمل ولد الشيخ أحمد بعد تخرجه موظفا بمفوضية الأمن الغذائي في موريتانيا لمدة سنتين، قبل أن ينتقل للعمل في وظائف مختلفة بهيئات تابعة للأمم المتحدة، منها تعيينه مطلع عام 2014 في منصب نائب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا. التجربة المهنية تقلد -من خلال عمله في الأمم المتحدة على مدى 28 عاما- العديد من الوظائف والمسؤوليات في مجال التنمية والمساعدة، وتنقل بين مناصب ومهمات أممية في أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا الشرقية.
فقد عمل فترة طويلة في صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) وتولى منصب مدير إدارة التغيير بالصندوق في نيويورك، ثم نائب المدير الإقليمي لليونيسيف في شرق وجنوب شرق آسيا، كما شغل منصب ممثل اليونيسيف في جورجيا.
وخلال الفترة (2008-2012) شغل منصب المنسق المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سوريا، قبل أن يتولى المهمة نفسها في اليمن (2012-2014).
وفي مطلع عام 2014، عين نائبا لمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا، ثم اختاره الأمين العام للأمم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول من نفس السنة ليكون مبعوثه الخاص لتنسيق جهود مكافحة فيروس “إيبولا” الذي اجتاح دولا عديدة في غرب القارة الأفريقية.
يوصف ولد الشيخ بأنه تعامل في مناصبه الدولية المختلفة مع القضايا التي كلف بها بحرفية الدبلوماسي وعقلية الاقتصادي، فحقق نجاحات في بعض الملفات الكبرى، من بينها جهوده في مواجهة “إيبولا” التي ساهمت في الحد من انتشار الوباء الذي اجتاح غينيا، وليبيريا، وسيراليون، وهدد بلدانا أخرى في الغرب الأفريقي.
وعُرف بين زملائه -وفقا لبعض من عملوا معه- بالقدرة على الاستماع، والبحث عن نقاط التلاقي بين الفرقاء، والصبر على التفاوض، فضلا عن إتقانه لعدة لغات أهلته لدراسة ثقافات متنوعة.
تردد اسمه في أبريل/نيسان 2015 أحد أبرز المرشحين لخلافة جمال بن عمر في منصبه مبعوثا أمميا إلى اليمن.
وفي 23 أبريل/نيسان 2015، أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن اعتزامه تعيين الدبلوماسي الموريتاني مبعوثا جديدا لليمن، وبعد يومين من ذلك، أعلن رسميا عن تعيين إسماعيل ولد الشيخ أحمد للمنصب المذكور ، إلا أن ولد الشيخ ترك منصبه كمبعوثاً للأمم المتحدة لدى اليمن ، ليحل محله البريطاني مارتن غريفث.