اخبار عدن
لقد بحت حناجرنا وجفت اقلامنا وكلّت الكلمات من التحدث عن الكهرباء .. فالجميع يتحدث عن الثقب الاسود .. وكنا نعلم ان الثقوب السوداء موجودة في علم الخالق.. ولكن ان تصبح الكهرباء واخواتها من الخدمات ثقوبا سوداء فالأمر غريب.
ان مشكلة الكهرباء تزامنت مع ثورات الربيع العربي. وشملت كل الدول التي شملها الربيع العربي كما يحلو للبعض تسميته فأغلب تلك البلدان أو الشعوب تغلبت على مشكلة الكهرباء .. الا نحن.. فتسلط علينا حينها شيخ قبلي بخبطة لإسقاط ابراج الطاقة الكهربائية القادمة من المحطة الغازية في مأرب حسب ما كان يقال.. وبعد استلام وتسليم السلطة.. ظهرت لنا المشكلة الاكبر وهي الانقطاعات المتكررة بالثلاث الساعات حين تولى الوزارة وزير في حكومة الوفاق ) واستمر الحال من سيئ الى اسوآ .. الى ان جاءت حرب 2015 زادت المعاناة للمواطنين فإلى جانب الكهرباء ظهرت ازمة المياه فأصبحت رفيقة دائمة ومزعجة واكثر ايلاما .. وكان انقطاع الكهرباء ثلاث ساعات بثلاث ساعات طوال فترة الحرب وبعد التحرير تعشمنا خيرا ولكن……. ففي 2017 في عهد حكومة بن دغر تم التوقيع لاعتماد اعادة تأهيل وصيانة محطة الكهرو حرارية مع شركة (بود سرفيس الاوكرانية ) على مرحلتين .. يبدأ العمل في المرحلة الاولى عند التوقيع مباشرة ولمدة ستة اشهر وبتكلفة 31 مليون دولار.. وعلى ان تبدأ المرحلة فور الانتهاء من المرحلة الاولى مباشرة … ولم تكن هناك شفافية فيما تم انجازه وما لم يتم .. مع تأكيد الحكومة حينها ان يتم تشغيل المحطة القطرية بقدرة 60 ميجا …
الذي ستقوم بتنفيذه شركة ( شاليك ) التركية. وفي عام 2020 تم التأكيد من قبل رئيس الحكومة معين عبد الملك حينذاك بسرعة انجاز وتأهيل الكهرو حرارية وتنفيذ عدد من المشاريع في المناطق المحررة.. مع توفير الخدمات للمواطنين حسب اتفاق الرياض … ولم يطرأ
اي تحسن في الخدمات واولها الكهرباء والمياه. وعندما تولى رئاسة الحكومة بن مبارك كانت أول زيارة رسمية له الى روسيا الاتحادية.. وفي تصريح صحفي مع وزير خارجية روسيا.. شدد على اهمية التعاون المشترك بين البلدين في كافة المجالات وتطرق الى الطاقة الكهربائية وطلب المساعدة في ذلك.. ولا نعلم الى اين صارت الامور. وتوافد على وزارة الكهرباء وزراء عديدون كان لكل واحد منهم دوره في تفاقم وتعقيد ملف الكهرباء.. والازمة تزداد
سوءا..
الى ان استقرت على وزير لا نعلم ان كان يعلم انه وزير كهرباء ام لا .. فلا يرى ولا يسمع ولا يقرأ ولا يتكلم .. ولا نعلم أن كان موجودا على وزارته ام في المؤتمرات والسفريات فقط. ففي العالم أكان حاضرا او ناميا لا يغادر اي مسؤول البلاد في ظل اوضاع وازمات متجددة. وكأن الوزارات لم توجد لخدمة المواطن .. وانما مجرد تسمية .. لهم جميعا نقول .. مجلس قيادة وحكومة ووزراء وقيادات ونخب سياسية (اتقوا الله في شعبكم ) فالشعب يندد ويطالب ولا امل يلوح في الافق .. وكأن الأمر كله قد أصبح (مغني جنب اصنج )!!