اال
كتب: عصام الوالي
القانون وُضع ليُطبق على الجميع بشكل عادل ومتساوٍ، وعندما يتعطل تطبيقه على فئة معينة أو في مرحلة من المراحل، فإن ذلك يؤدي إلى اختلال موازين العدالة ويجعل الناس يجرؤون على خرق القانون وارتكاب الجرائم. وهذا ما نشهده اليوم في العديد من الجرائم التي لم تكن موجودة في الماضي، حيث كانت القوانين تُطبق بحزم على الجميع، خاصة في دولة ما قبل الوحدة اليمنية، حين كان القانون بمثابة سيف مسلط على كل من ارتكب جريمة بحق الفرد أو المجتمع أو الدولة.
في حادثة مأساوية تم اغتيال معلمة على يد زوجها بدم بارد في مكان عام، أمام أنظار الناس، دون خوف من العقاب أو حتى من عقاب الله في الآخرة. وهذا الواقع المؤلم هو نتيجة لغياب تطبيق القانون الرادع وعدم الخوف من الله، الذي حرّم القتل إلا بحق. والحق هنا يتضمن تطبيق القانون، أحكام الشريعة، وأوامر الدولة.
هذه الجرائم تُنبه المجتمع إلى ضرورة الوقوف عند هذه الظاهرة الدخيلة على المجتمع العدني المسلم والعربي، الذي طالما اعتزّ بكرامة المرأة ومنح الزوجة مودة ورحمة، لا قتلًا وتهديدًا. لذلك، يتوجب على المنظمات المجتمعية التي تعنى بحقوق المرأة والزوجة تكثيف حملات التوعية وزيادة الوعي بين النساء حول حقوقهن القانونية، مع ضرورة التشجيع على التبليغ المبكر للجهات الأمنية عند التعرض لأي تهديد أو اعتداء أو محاولة قتل، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بسرعة. كما يجب أن تكون هناك تدابير أمنية احترازية لحماية النساء من أي خطر قد يهدد حياتهن.
من جانبها، يجب على الجهات الأمنية الاستجابة السريعة لكل بلاغ يتصل بتعرض زوجة لتهديد أو اعتداء من زوجها أو أي من أقاربها. لا ينبغي أن تنتظر السلطات حتى تتحول القضية إلى رأي عام بعد انتشارها عبر وسائل الإعلام أو التواصل الاجتماعي. كما حدث في حالة الزوجة التي لجأت إلى إحدى الصحف للإبلاغ عن تهديد طليقها لها ولأبنائها بالقتل، وكشفت عن محاولة فاشلة لقتل ابنتها. من الواجب أن تتعامل الأجهزة الأمنية بجدية مع مثل هذه البلاغات، وتُسارع في اتخاذ الإجراءات لحماية المرأة قبل وقوع الجريمة.
عدن، المدينة التي طالما كانت رمزًا للسلام والتعايش بين مختلف الطوائف، هي أيضًا مدينة أعطت للمرأة دورًا مميزًا في المجتمع. فكما عُرفت بأنها مدينة تعايش، كانت دائمًا موطنًا لنساء مؤثرات في مجتمعهن وأسرهن. لذلك، لا يمكن السماح بانتشار ظاهرة قتل الأزواج لزوجاتهم أو التنمر على النساء في هذه المدينة التي كانت سبّاقة في تعزيز كرامة المرأة وحمايتها. ففي الإسلام، الذي محا عادات الجاهلية الأولى، جاءت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية لتكرم المرأة وتحميها، مثلما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “استوصوا بالنساء خيرًا”، و”ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم”.
علينا جميعًا أن نعمل معًا، كمجتمع، للحد من هذه الظواهر السلبية وحماية كرامة المرأة في عدن وكافة المجتمعات.
(*صونوا ميثاق المودة والرحمة بين الازواج*)