من العربيه نت
سفينة تواجدت قرب “التايتنيك” لحظة الكارثة ولم تساعده
خلال الليلة الفاصلة بين يومي 14 و15 إبريل/نيسان 1912، عاش العالم على وقع واحدة من أسوأ الكوارث البحرية فعلى إثر اصطدامها بجبل جليدي بشمال المحيط الأطلسي انشطرت سفينة “التايتنيك” إلى نصفين قبل أن تغوص إلى قاع المحيط مخلفة أكثر من 1500 قتيل.
تزامناً مع بداية الكارثة وتسرب المياه إلى داخلالتايتنيك أقدم المسؤولان عن الاتصالات اللاسلكية على متن السفينة جاك فيليبس وهارولد برايد على إرسال رسائل استغاثة عديدة، وبسبب تأخرهما بالهرب دفع هذان الرجلان حياتهما ثمناً في سعيهما لإنقاذ حياة الركاب. خلال تلك الفترة تلقت السفينة “آر أم أس كارباثيا” والتي كانت تبعد حوالي 50 ميلا عن مكان الحادثة نداء استغاثة التايتنيك فما كان منها إلا أن هبت لإنقاذ الركاب.
تزامناً مع ورود نداء الاستغاثة، أمر قائد السفينة “آر أم أس كارباثيا”، السيد آرثر روسترن بتغيير مسار سفينته والتوجه نحو إحداثيات “التايتنيك”، فضلاً عن ذلك أصدر الأخير أوامره للطباخين بإعداد وجبات غذائية ساخنة بهدف تقديمها للناجين. استغرقت السفينة “آر أم أس كارباثيا” فترة طويلة لتصل مكان الحادثة حيث إنها بلغت المنطقة بعد مضي ثلاث ساعات على #غرق_التايتنيك لتتمكن في النهاية من إنقاذ حوالي 700 شخص.
صورة للسفينة أر أم أس كارباثيا التي أنقذت عددا من ركاب التيتانيك
في حادثة تراجيدية وغريبة، تواجدت على بعد 20 ميلاً فقط من مكان غرق “التايتنيك” سفينة بريطانية أخرى حملت اسم “أس أس كاليفورنيا”، اعتمدت حينها لنقل القطن. مع غروب شمس يوم 14 إبريل/نيسان سنة 1912 فضّل طاقم سفينة “أس أس كاليفورنيا” التوقف ومواصلة الرحلة صباح اليوم التالي، ويُعزى السبب في ذلك إلى انتشار كميات هائلة من الكتل الجليدية، فضلاً عن ذلك راسل المسؤولون عن قسم الاتصالات اللاسلكية على متن السفينة كل السفن القريبة بهدف تحذيرهم من انتشار كتل جليدية ضخمة وصعوبة الإبحار في المنطقة ليلاً. خلال تلك الليلة تلقى طاقم سفينة “التايتنيك” التحذير ولكن المسؤول عن قسم الاتصالات جاك فيليبس تجاهل الأمر مفضلاً مواصلة الطريق ومواجهة الخطر من أجل بلوغ الولايات المتحدة الأميركية في وقت قياسي.
كانت الليلة الفاصلة بين يومي 14 و15 إبريل/نيسان من سنة 1912 شديدة البرودة والظلمة خاصة مع غياب القمر، بفضل ذلك ومع حلول منتصف الليل لاحظ عدد من طاقم سفينة “أس أس كاليفورنيا” وجود أضواء بيضاء تنبعث على بعد أميال، فما كان منهم إلا أن اتجهوا نحو قائد السفينة السيد ستانلي لورد بهدف إطلاعه على الأمر. خلال تلك الفترة لم تكن هذه الأضواء البيضاء سوى صواريخ (أو شماريخ) استغاثة أطلقتها سفينة “التايتنيك” من أجل لفت انتباه السفن القريبة منها. في أثناء ذلك حاول البحارة على متن السفينة “أس أس كاليفورنيا” إيقاظ قائدهم من نومه مرتين بهدف إطلاعه على الأمر ولكن القبطان ستانلي رفض التحرك مؤكداً أن الأضواء البيضاء ليست إلا شماريخ تعتمدها بعض السفن لتحديد مسارها.
في حدود الساعة الخامسة صباحا يوم 15 إبريل/نيسان 1912 وتزامنا مع تفعيل الآلات على متنها، اكتشف طاقم السفينة “أس أس كاليفورنيا” عدداً هاماً من رسائل الاستغاثة، فما كان منهم إلا أن توجهوا على عجل نحو مكان المأساة، ومع حلول الساعة الخامسة وخمس أربعين دقيقةً صباحاً بلغت السفينة “أس أس كاليفورنيا” مكان غرق “التايتنيك”.
عقب بلوغهم لمكان غرق “التايتنيك” اكتشف طاقم السفينة “أس أس كاليفورنيا” أعداداً كبيرةً من الجثث التي تطفو على سطح الماء ليدركوا حينها حجم الكارثة التي تسببوا فيها حيث أنهم كانوا قادرين خلال الساعات الماضية على تقليص حجم الخسائر البشرية بشكل كبير جدا.
خلال الفترة التالية، كرّمت كل من بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية طاقم سفينة “آر أم أس كارباثيا” على جهودهم في إنقاذ حوالي 700 شخص من ركاب “التايتنيك”، في غضون ذلك نجا قائد السفينة “أس أس كاليفورنيا” السيد ستانلي لورد من الملاحقة القضائية، لكن الصحف العالمية طاردته أينما حل متهمةً إياه بالتكاسل والتخاذل عن إنقاذ الأرواح البشرية.
صورة للسفينة أس أس كاليفورنيا
خلال فترة الحرب العالمية الأولى لقيت السفينة “أس أس كاليفورنيا” مصيراً شبيها بـالـ”تايتنيك”، فعلى إثر مصادرتها من قبل البحرية البريطانية لنقل المعدات العسكرية أغرِقت الأخيرة قرب اليونان يوم 9 نوفمبر/تشرين الثاني سنة 1915 على إثر استهدافها من قبل غواصة ألمانية.