قالت مصادر سياسية مطلعة إن زيارة المبعوث الأممي مارتن غريفيث إلى مسقط تأتي في سياق جولاته للمنطقة، والتي شملت في المرة السابقة الرياض وصنعاء بهدف تكوين صورة كاملة عن تعقيدات المشهد اليمني. وأشارت إلى أن زيارات غريفيث تتسم بالطابع الاستكشافي مع التسويق لخطوط عريضة لخطته للحل تستند إلى التفاهمات التي توصل إليها الفرقاء اليمنيون في مشاورات الكويت.
وبدأ غريفيث، السبت، زيارته الأولى إلى العاصمة العمانية مسقط، في ظل معطيات عن لقاءات مكثفة سيجريها مع الوفد الحوثي برئاسة محمد عبدالسلام، إضافة إلى مسؤولين إيرانيين وعمانيين بهدف الضغط على الحوثيين ودفعهم إلى القبول بتقديم تنازلات تفضي إلى إحياء جهود السلام.
ومن المتوقع أن تشمل جولة المبعوث الأممي الثانية للمنطقة زيارة للعاصمة أبوظبي، للقاء المسؤولين في الإمارات التي تشارك التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وقيادات من حزب المؤتمر.
ووفقا لمراقبين تحظى جهود غريفيث بدعم قوي من الاتحاد الأوروبي، إلى جانب الدعم السياسي والدبلوماسي الخاص الذي تقدمه وزارة الخارجية البريطانية لمواطنها الذي يسعى إلى دفع القوى الفاعلة في المشهد اليمني نحو جولة مشاورات شاملة.
وفي هذا الإطار، قالت مصادر مطلعة لـ”العرب” إن مسؤولين في وزارة الخارجية البريطانية التقوا بعدد من السياسيين اليمنيين البارزين مثل الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد في سياق مساع لإقناع البعض من الوجوه المؤثرة في الساحة اليمنية للعب دور إيجابي في المرحلة المقبلة لصالح عملية السلام.
الحوثيون يعاودون مغازلة السعودية التي تقود التحالف العربي، في ذات الوقت الذي اتسم فيه خطابهم الإعلامي بالتشدد تجاه الحكومة الشرعية
ويبدي الحوثيون حالة تشدد واضحة تترافق مع تصعيد ميداني على الأرض من خلال استهداف الأراضي السعودية بالصواريخ الباليستية، وهو الموقف الذي يرى مراقبون أنه يندرج ضمن محاولات الجماعة الحوثية إخفاء حالة الضغط التي تعتريها، والقلق المتصاعد جراء انتقال المعارك إلى داخل العمق التاريخي والسياسي والثقافي للجماعة في معقلها الرئيسي بصعدة.
وعاود الحوثيون مغازلة السعودية التي تقود التحالف العربي، في ذات الوقت الذي اتسم فيه خطابهم الإعلامي بالتشدد تجاه الحكومة الشرعية. ونقلت مصادر إعلامية عن مسؤول العلاقات الخارجية في المجلس السياسي الحوثي حسين العزي، رفضه إجراء أي مفاوضات مع الحكومة اليمنية.
بالمقابل، لا تبدي الرياض أي ردة فعل تجاه الرسائل الحوثية، بعد انعدام حالة الثقة بين الطرفين نتيجة انقلاب الحوثيين على تفاهمات ما عرف بظهران الجنوب التي التزم الحوثيون بموجبها بعدم مهاجمة الأراضي السعودية.
واعترضت الدفاعات الجوية السعودية، مساء الجمعة، صاروخا فوق منطقة نجران (جنوب)، يعد الحادي عشر الذي يتم اعتراضه في سماء المملكة خلال 12 يوما.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن المتحدث باسم قوات التحالف العربي باليمن، تركي المالكي، أن قوات الدفاع الجوي للتحالف رصدت عملية إطلاق صاروخ باليستي من داخل “صدعة” شمالي اليمن، باتجاه أراضي المملكة.
وأفاد المالكي أن “الصاروخ كان باتجاه نجران، وتم إطلاقه بطريقة عشوائية وعبثية من قبل الميليشيا الحوثية، لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان”.
وبيّن أنه “تم اعتراض الصاروخ وتدميره من قبل قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي”.
وأشار إلى أن اعتراض الصاروخ أدى إلى تناثر الشظايا على الأحياء السكنية.
وأضاف المالكي أن “هذا العمل العدائي والعشوائي من قبل الانقلابيين يثبت استمرار تورط النظام الإيراني بدعم الميليشيا الحوثية المسلّحة بقدرات نوعية في تحد واضح وصريح للقرار الأممي (2216) والقرار (2231) بهدف تهديد أمن المملكة العربية السعودية وتهديد الأمن الإقليمي والدولي”.
من جهتها، قالت قناة “المسيرة” الناطقة باسم الحوثيين، إن القوة الصاروخية التابعة للجماعة أطلقت “صاروخا باليستيا من نوع بدر 1 على معسكر قوة الواجب في نجران”.
وذكرت قيادة التحالف العربي، في آخر إحصاءات لها، أن الدفعات الجوية في السعودية تصدت لأكثر من 107 صواريخ باليستية أطلقها الحوثيون منذ 6 يونيو 2015.
وأعلن الجيش اليمني، السبت، مقتل ما لا يقل عن 30 من مسلحي الجماعة الحوثية خلال معارك بين الطرفين بمحافظة مأرب شرقي البلاد.
وجاء ذلك في بيان صادر عن المركز الإعلامي للقوات المسلحة، نقلا عن تصريح لمصدر عسكري (لم يسمه الموقع). وقال المصدر إن “مواجهات عنيفة تدور منذ ساعات الصباح الأولى إثر محاولة الميليشيات (الحوثية) التسلل إلى مواقع الجيش في مديرية صرواح غربي مأرب”.
وأضاف أن “المعارك أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 30 عنصرا من الميليشيات، وعدد من الجرحى”.
وأشار المصدر إلى أن “مقاتلات التحالف العربي استهدفت بخمس غارات مواقع وتعزيزات وتجمعات لميليشيات الحوثي وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم، وتدمير آليات قتالية في مواقع متفرقة بصرواح”.