كتب نائب رئيس الجمهورية رئيس الوزراء السابق، خالد محفوظ بحاح، عن الذكرى الثالثة لانطلاق عاصفة الحزم، وما جرى خلال الثلاث سنوات.
وهاجم بحاح في منشور كتبه على صفحته الرسمية بموقع “فيسبوك” مليشيا الحوثي والسلطة الشرعية، وطرح توقعاته بشان مهمة المبعوث الاممي الجديد.
وقال نائب الرئيس السابق رئيس الوزراء خالد بحاح في منشوره الذي رصده محرر “الأمناء”:
“تحل علينا الذكرى الثالثة وكثير من الأسئلة المؤلمة ما تزال قائمة، مسلسل الدم والتدمير مستمر ودون أي ملامح للانجلاء القريب، وهذا ليس تشاؤما بل قراءة مريرة يستطيع أن يصل إليها كل واحد منا .
ثلاث سنوات من العبث والظلم والفوضى تمارسه المليشيات الانقلابية الحوثية، تفيّدت من مقدرات الدولة وتلاعبت بحاضرها ومستقبلها.. وأنتجت الدمار للبلاد والقتل والجوع والمرض لأبناء الشعب اليمني الصابر المكافح، ثلاث سنوات من جنون السلطة والأنانية، ثلاث سنوات من العناد والمغامرات الطائشة، واللامسؤلية، فإلى أين هم ماضون بهذه البلاد، وهل هناك هاوية أبعد من مما يعيشها شعبنا ؟!
مسؤلية تأريخية يحملونها في أعناقهم نظير تسببهم في كل ما حل بالبلاد والعباد، تتقاسمها معهم شرعية عاجزة عن تأمين موطأ قدم لها بين مواطنيها وعلى أرضها.
كيف لنا أن نعوّل على هذه السلطة المهترئة لتأتي لنا بنصر وسلام ناهيك عن البناء والتنمية وتقديم الرؤى المستقبلية لبلد يتوق للتعافي بعد أنهاك طويل.
اكثر من الف يوم مضت ولا زالت تساؤلات مريرة تملئ ضمير البلاد وتشغل بال العباد..
عن حال الجبهات وأرواح الشباب التي تفيض فيها، والجرحى ، وعن حال تحرير الحالمة تعز وغيرها من المدن التي ما تزال تنزف دما حتى الآن. عن الخدمات المعدومة في المحافظات المحررة، عن الرواتب، وعن الفساد وتقاسم المناصب بين الأصنام وذويهم، عن التدهور الاقتصادي وانهيار العملة، وألف سؤال آخر معلّقة على ذمة السلطة “الشرعية” التي تعتقد أن هذا المصطلح عاصم لها إلى يوم الدين، ولو أنها لم تفعل شيئا سوى الاستجمام في فنادق الخارج !
هذا الحال لا ينبغي أن يكون مقبولا، ولن نعتاد عليه.. فالبلاد لا تستحق هذه الحال، وهنا تأتي مسؤلية التحالف الذي دخل معنا كشريك لإستعادة الدولة، لكنه بحاجة الى تقييم جاد للمرحلة السابقة والإستفادة من اخطائها كحاجته إلى شريك وطني صادق وقوي يفكّر ويعمل معه أيضا، كما يأتي دور المجتمع الدولي لإيجاد صيغ وحلول تخرج البلاد من متاهة تجّار الحروب في الداخل والخارج ورفع هذه الغمّة عن البلاد وشعبها، فأمل استعادة الدولة يبتعد بهذه الأدوات الهزيلة، واليمن غني برجاله ونسائه ونخبه الوطنية من شماله وجنوبه وشرقه وغربه.
مهمة المبعوث الجديد للأمين العام للأمم المتحدة السيد مارتن غريفث صعبة لكنها ليست مستحيلة، ونحن نشد على ايديه ونأمل أن يحث خطواته للوصول الى إحلال دائم للسلام واستعادة الأمن والاستقرار الى بلادنا، فثلاث سنوات من الحرب والفرقة ليست بالقليل.”