أزالت ميليشيات الحوثي الانقلابية، مقتنيات ومتعلقات رؤساء وثوار اليمن التاريخيين من داخل المتحف الحربي في العاصمة صنعاء، ووضعت عوضاً عنها مقتنيات وصور قادتها وقتلاها.
وبدأت الميليشيا بمقتنيات ومتعلقات الرئيس الراحل علي عبدالله صالح الذي قتلته مطلع ديسمبر الماضي، قبل أن تستكمل خطتها مؤخراً، بنزع مقتنيات وصور بقية الرؤساء ورموز الثورات اليمنية على مدى 100 عام، وسرقة وثائق تاريخية وعسكرية نادرة في محاولة لطمس تاريخ وهوية البلاد، ونهب نقوش أثرية وأسلحة قديمة من داخل المتحف.
وبحسب أحد الزائرين، اشترط عدم ذكر هويته، فقد فوجئ بالتغيرات التي أحدثتها ميليشيا الحوثي في المتحف الحربي، وقال “لقد اختفت كل الرموز النضالية اليمنية والرؤساء ولم يعد يوجد في المتحف إلا صور قادة وقتلى الحوثيين في حربهم ضد الشرعية والشعب اليمني حالياً، وما سبقها”.
مقتنيات وصور مؤسس جماعة الحوثي
إلى ذلك، أضاف “تم إغلاق قاعات داخل المتحف مثل قاعة السبعين التي تضم مقتنيات رؤساء اليمن والثوار ضد الإمامة، وقاعة الوحدة المخصصة لميراث اليمن الوحدوي وهدايا الدول والحكومات”.
وحلت على سبيل المثال، في المتحف مقتنيات خاصة وصور لمؤسس جماعة الحوثي، حسين الحوثي الذي لقي مصرعه في حرب التمرد الأولى على الدولة عام 2004م، وكذلك لشاعر ميليشيا الحوثي مطهر القحوم والقيادي طه المداني (قتلا بغارات جوية للتحالف قبل أكثر من عام).
ووفق عدة شهادات لزائرين، فإن المتحف الحربي أصبح قاعة لصور حروب ومعارك ميليشيا الحوثي منذ تسللت الصرخة من إيران إلى صعدة ، وحتى اليوم، وبات قادتها وقتلاها يحتلون كل أرجاء المتحف.
طمس الذاكرة
واعتبر ناشطون يمنيون، ما جرى في المتحف الحربي، محاولة بائسة من الحوثيين لإخفاء وطمس ذاكرة الجمهورية.
يذكر أن المتحف الحربي بصنعاء، الذي يقع في ميدان التحرير وسط العاصمة، تأسس بداية عام 1984م، ويضم العديد من القطع العسكرية والأسلحة والمعدات التاريخية التي استخدمتها القوات المسلحة اليمنية على مراحل تاريخية مختلفة، وكذا مقتنيات أثرية ومخطوطات تاريخية ووثائق عسكرية وغيرها من الآثار اليمنية والهدايا الأجنبية المتعلقة.
كما يتألف مبنى المتحف، الذي بني على يد العثمانيين عام 1902 كمدرسة، من 3 طوابق، تحوي 12 قاعة إضافة إلى الساحات الداخلية والخارجية والأمامية للمتحف.
وقد تم ترتيب أوضاع المتحف الحربي (قبل سيطرة الحوثيين) بحسب التسلسل التاريخي ابتداءً من العصر الحجري (6000-3000 قبل الميلاد)، ثم الفترة الإسلامية، حتى مرحلة التواجد العثماني في شمال اليمن، والاحتلال الإنكليزي جنوبها، مرورا بالمقاومة الوطنية، ثم التحرير، ثم مرحلة حكم الأئمة، والثورة عليها.
كما يضم المتحف الحربي عرضاً لمختلف الكنوز التاريخية موزعة في مجمل تقسيمات صالاتـه وتتضمن جانب الموروث من الأسلحة البدائية بالإضافة إلى النقوش والمخطوطات والصور والوثائق واللوحات الفنية.