محمد عبدالله القادري :
الحوثي خطير جداً في كل شيئ ، وفيما يخص الإعلام والتسريبات لديه غرفة تشتغل شغل نظيف ، وكل تسريب وله هدف ، البعض ترميق ، وبعضه صرف النظر عن جوانب أخرى ، والبعض إحراق للطرف المناهض له.
سرب الحوثيون صورة لناطق قواتهم الميليشاوية يحيى سريع وهو راكب دراجة نارية ويلبس صندل على بدلة عسكرية ، الهدف منها إشغال الرأي المناهض للحوثي بإنتقاد حذاء يحيى سريع ، ليغرس الحوثي مفهوم بشكل غير مباشر وكأنه يقول للناس شوفوا يحيى سريع ذهب مشغول بفلسطين ليلقي بيان عن غزة ، وهؤلاء مشغولين بحذاء يحيى سريع.
هو يريد يحرقك ويجعلك تحرق نفسك بنفسك ، يريد ينزلك لمستوى حذاءه ، يريد يجعلك مشغول بإنتقاد حذاءه من أجل أن لا تصد زيف لسانه وكذب أفعاله وتكشف أهدافه وخداعه للناس والرأي العام.
على خلاف ظهور محمد علي الحوثي الذي ظهر قبل فترة بصورة راكباً على دراجة نارية في صنعاء ، إذ كان الهدف منها ترميق الرجل وأن هناك قانون ضد الجميع ، هو ترميق للرجل الذي زاد فساده وفشله وإدعاء وجود قانون عند ميليشيات لا تعرف أصلاً ما هو القانون.
منع الحوثيون العزاء في وفاة الدكتور نجيب العوج في إب ، ثم سمحوا للعزاء بعد يوم عقب ذهاب رئيس جهاز الأمن والمخابرات في إب المدعو المؤيد بالسماح للعزاء.
هناك من تناول الأمر عبر الكتابة بشكل يرجع ذلك لضعف الأداء للحوثي يشيد به بشكل مبطن بإختطاف السفن وينتقده عن منع العزاء ، أي يغرس مفهوم ان الحوثي ناجح في نصرة غزة وفاشل في التعامل مع إب ، وهذا خطأ فمن يظلم في إب لا يمكنه نصرة غزة.
البعض انتقد منع الحوثي للعزاء ثم اتجه للإشادة بعدها بالقيادي الحوثي مدير المخابرات الذي سمح بالعزاء ، وهذه طرق خاطئة ، ذلك القيادي الحوثي تعمل الحوثية على ترميقه منذ وصوله إب قبل ستة أشهر ، وهكذا مخطط الحوثي ، إذا ارتكبوا شيئ وكان هناك ضغط شعبي وإعلامي للكف عنه ، يجعلون قيادي حوثي يقوم برفع الخطأ ليحسب انجازاً له وترميقاً لذاته ، وعبر ذلك يتم ترميق قيادي حوثي بعد فعل أحرق قيادي حوثي آخر.
فتح الحوثية للعزاء كان بسبب الضغط الإعلامي وليس تكرماً من مدير المخابرات الحوثية الذي هو في الأصل من أصدر الأوامر بالخفاء للقيادي الحوثي الذي قام بمنع العزاء وإخراج الناس من الصالة ، والحوثيون جميعهم نسخة واحدة ، والأفضل أن يتم التطرق بعدها لوضع الوزير العوج الذي تم دفنه خارج بلاده بسبب تشرده ونزوحه من محافظته بعد احتلالها من قبل الحوثيون.
مشكلتنا أن ليس لدينا غرفة إعلامية عامة ذات توجيهات علنية فيما يخص التعامل مع شائعات الحوثي وتسريباته ، جميعنا نخطئ وأنا أولكم ، أتعامل بإندفاع مع بعض التسريبات ولا أكتشف أنها تسريبات مقصودة وما هو هدف الحوثي إلا بعد مرور يومين.
أيضاً مشكلتنا بضعف الإستخبارات التي لا تكتشف ما هو تسريب وما هو حصول على معلومة وتتخذ طرق لتوضيح الأمر للجهة الإعلامية التي يجب أن تتخذ توجيهات للرأي العام المناهض للحوثي لكيفية التعامل معها
هناك تسريبات حوثية يجب إهمالها ، وهناك تسريبات يجب التعامل معها بهجمة مرتدة ضد الحوثي تحول دون تحقيق هدفه.
وهناك تسريبات حوثية هدفها التغطية على جرائم حوثية أخرى.
هدف الحوثي من الكثير من تسريباته ان يشغلك بتفاهات تخرجك من مسار مقاومته ومحاربة فكره وكشف جرائمه.