الأحد, نوفمبر 24, 2024

التونه

من يوم ماعرضت National geographic ابوظبي سمكة التونه العنيده برنامج وثائقي عن صيادين الأسماك العملاقه الثونه دات الزعنفه الزرقاء الباهضه والمطلوبه في الاسواق اليابانية لصناعة طبق السوتشي الياباني ، أصبح أسعار التمد في عدن بأرقام خياليه وكان سمك التمد ( الثونه ) من أرخص الاسماك في عدن والجنوب ويدعى ( لحم الضباحه ) وبعد أن شاهد الصيادين في عدن اسعار الثونه والقيمة و المردودات الضخمه بعد سماع الارقام الخرافيه تصل الى 15000 دولار أمريكي جن جنون الجميع وانتقل الصيادين الى مشروع تصدير الاسماك الى دول الجوار على أن تحضى يوماً ما باهتمام من قبل دولة اليابان كما هو الحال بصيادين الثونه العملاقه .

كنا نعتقد بأن الوثائقيات التي تعرض في القنوات الفضائية تضفي نوع من الثقافة لدى الشعوب حيث تعمل على نقل مواد علميه عميقه الى بعض التخصصات وتثقيف المشاهد بعلوم البيلوجيا و الكائنات الحية على كوكب الأرض ، واصبح اليوم بعض الشعوب تعاني من طفرت الاعلانات التجاريه لبعض المنتجات والمواد الغذائية التي تسهم تلك القنوات لترويج البضائع وحرمان البعض من الحصول عليها .
تخيل كان كيلوا التمد ب 200 ريال حتى أصبح اليوم يباع بمبالغ خياليه تصل في بعض الأوقات الى 16000 ريال ناتج عن تصدير الوارد المحلي الذي خصص أساساً للاستهلاك اليومي للمواطنين والأسواق المحليه وعدم السماح بتصدير تلك المنتجات البحريه الا مافاض منها عبر الاصطياد التجاري للمراكب الكبيره التي خصص لها رصيف ميناء خاص يدعى الدوكيار في مدينة المعلاء بينما القوارب المحليه يجب عليها إشباع الأسواق المحليه بتلك الثروات المتوفره بأسعار مناسبه حتى يستطيع المواطن شراء الاسماك من أسواق عدن البحريه .

هل يعلم الجميع من خلف تصدير الاسماك خارج عدن والى دول الجوار !!

محافظين المحافظات الساحليه .
قيادات النقاط العسكريه .
مدراء مديريات المناطق الساحليه .
وزارة الثروة السمكيه .
كل هؤلاء شبكة تدير اكبر تجارة في اليمن الجنوبي التي تعمل على اموال الصرافيين المحليين فاذا تم البحث عن ملاك تجارة الاسماك المصدرة خارج اليمن ستجد جميعهم صرافيين من الجنوب يمتلكون اكبر اسطول مركبات تبريد تنقل الثروات السمكيه خارج اليمن الى عمان والسعوديه والامارات بمردود ضخم جدا ويتم تقسيم الكعكه على الجميع وكل مسؤول او قائد نقطه او وزير له نسبة في الأرباح الصافيه مبلغ ضخم يعود الى حسابه لنفس الصراف .

هل يعلم الجميع الان لماذا السمك غالي جدا ..
اذا اغلقت نقطه واحده أمام تلك الثلاجات المصدره للاسماك لمدة شهر واحد فقط ستجد سعر التمد في الأسواق لايزيد عن 1500 ريال يمني لان الصياد يتم تقديم الدعم له من قبل المؤسسه العامه للاصطياد الساحلي وتقديم القوارب والمكائن والدعم اللازم لتوفير الاسماك للمواطن ولكن للاسف غياب الدوله والجهات المختصه جعلت من الجميع يتشبع فساداً ويلجأ الى طرق غير شرعيه وهيا تصدير المخصص المحلي لخارج الوطن .

مرسي جميل .

مقالات ذات صلة
- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات