د. ياسين سعيد نعمان //
خرافة الولاية هي أشد التحديات خطورة ، وأكثرها تطرفا حينما يتعلق الأمر ببناء الدولة التي لا يمكن لأي مجتمع أن يستقر بدونها ، وهي الدولة المدنية بنظام المواطنة .
إن رفض الدول المدنية كان سبباً في التمسك بخرافة الولاية .
لقد ترعرعت خرافة الولاية ، وظلت محافظة على حيويتها في الفكر السياسي الشيعي في البيئة الواسعة التي استباحها وهجنها الفكر الديني المتطرف بنحله وملله المختلفة ، والتي تقاطعت عند نقطة واحدة وهي رفض الدولة المدنية ونظام المواطنة ، الأمر وفر لكل جماعة مبرراً لأن تتمسك بحجتها ومفهومها للحكم من موقع أيديولوجي لا يمكن معه حل هذه الاشكالية بالعنف ، وإنما بالتوافق على صيغة للحكم تنقلنا من مرابض الفكر المتطرف ، وما انتجه من أيديولوجيات متناحرة وأفخاخ للعنف المستمر ، إلى صيغة عقد اجتماعي لدولة مدنية ونظام مواطنة يكون فيها الشعب هو مالك السلطة ومصدرها .. ولا شك أن الفكر الاسلامي المستنير ، الذي تناول هذه الاشكالية على نطاق واسع وبأسلوب جدلي وروح تتفق مع فهم الاسلام في حركته ، لا في جموده ، للصيرورة المجتمعية ، وعلاقة أحكامه بالتطور الطبيعي للبشرية ، سيرفد الأمة بالقواعد التي تلبي هذه الحاجة بعيداً عن عصبية الايديولوجيات التي أدمت الامة الاسلامية ، وأخرجتها من المسار الطبيعي للبشرية والذي هو طريق التطور والروابط الحضارية مع الأمم الأخرى لتبقى حبيسة صراعات تعود جذورها الى الفتنة الكبرى وما أعقبها من دورات دموية .