/ صالح شائف
لا نشك مطلقا بأن إستعادة نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين لمقرها الرئيسي في العاصمة عدن؛ قد كان خطوة مهمة وضرورية للغاية ستمكن هذا الكيان الجنوبي الهام من أداء دوره المطلوب في هذه الظروف الدقيقة؛ وقد كان ذلك تجسيدا لعودة الحق لأصحابه الأصليين وبطرق شرعية وقانونية وبإجراءات صحيحة أتبعتها قيادة النقابة عبر مخاطبة الأجهزة القضائية المختصة وكذلك وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل ومع السلطة المحلية في ألعاصمة عدن بطبيعة الحال وغيرها ..
والضجيج المفتعل ضد هذا الإجراء الطبيعي؛ هو عمل سياسي مضاد ليس بجديد على الجنوبيين؛ ويندرج ضمن حملات التشويه والرفض لكل عمل وطني جنوبي يدافع عن حقوق الجنوبيين وإستعادة كياناتهم وإتحاداتهم المهنية والنقابية والجماهيرية العامة؛ وهو حق لهم غير قابل للمساومة أو التراجع؛ فهم بهكذا خطوات إنما يسيرون بثبات نحو إستعادة مؤسسات دولتهم المختلفة التي نهبت ودمرت وبدوافع سياسية معادية لكل ذلك ومنذ عقود ثلاثة مضت وتم فيها تهميش وإقصاء منتسبيها بل وإلغاء أي دور لهم فيها؛ وما يقوم به البعض اليوم ضد نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين من أشخاص وأطراف معروفة بموقفها المعادي للجنوب وقضيته؛ إنما يأتي ردا من قبلها على نجاح مؤتمر الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين وتشكيل نقابتهم الوطنية الجنوبية المستقلة؛ وهو المؤتمر الذي نال المباركة من مجلس القيادة الرئاسي والحكومة وحظي بتأييد جنوبي واسع وغير مسبوق.
ولذلك ندعو قيادة النقابة لأن تستمر في تواصلها وحواراتها الجادة والمسؤولة مع من لم يتمكنوا من الحضور ولأسباب مختلفة؛ وكذلك مع من كانت لهم آراء وملاحظات وحتى تحفظات على ما رافق عملية التحضير وبأي صورة كانت؛ طالما كان هدفهم النجاح لإنعقاد المؤتمر وليس تعطيل وعرقلة إنعقاده.
ونعبر هنا عن أملنا بل وثقتنا بأن قيادة النقابة ستقوم بما تمليها عليها مسؤوليتها كنقابة لكل الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين على تعدد مواقفهم وآرائهم السياسية؛ وهي المعنية أكثر من غيرها في تجسيد السلوك المهني والحياة الديمقراطية في إطارها الداخلي وتعاملها وعلاقاتها ببقية مكونات ومنظمات المجتمع المدني وبأجهزة الدولة وسلطاتها المختلفة.