ارتكبت مليشيا الشرعية الإخوانية جرائم قمع فتاكة ضد الجنوبيين الذين احتشدوا في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، في مليونية حاشدة رفعت شعار إزاحة المليشيات الإخوانية المتمثلة في المنطقة العسكرية الأولى من منطقة الوادي في أقرب وقت ممكن.
وأظهرت الكثير من مقاطع الفيديو التي بثها ناشطون من قلب الحدث، اعتداءات مرعبة تضمنت إطلاق الرصاص على المواطنين السلميين، في إصرار إخواني واضح على الاستمرار في توجيه ضربات غادرة ضد الجنوبيين ضمن مساعي الشرعية لعرقلة أي تحركات شعبية تهز الأرض من تحت أركان المعسكر الإخواني.
وإلى جانب توثيق كبير من قِبل نشطاء وحقوقيين لهذه الجرائم الإخوانية، تفاعل المجلس الانتقالي مع الأمر، عندما شكّل حاضنة سياسية داعمة للمتظاهرين، في مواجهة إرهاب المليشيات الحوثية،وقد تم التعبير عن ذلك عبر أكثر من صعيد، فمن جانب صدر بيان عن وزراء المجلس الانتقالي الجنوبي في حكومة المناصفة، ندّدوا خلاله بالأحداث المؤسفة لمليشيا الشرعية الإخوانية بوادي حضرموت، ضد المتظاهرين السلميين في سيئون.
بيان وزراء الجنوب أدان الاعتداء السافر وإطلاق الرصاص الحي على المواطنين في وادي حضرموت، واستخدام القوة المفرطة للحيلولة دون وصولهم إلى موقع الفعالية السلمية، وأكّد حق الجماهير في حضرموت في التعبير عن حقوقها بمختلف الوسائل السلمية المشروعة، مشيرًا إلى رفض انتهاكات قيادة المنطقة العسكرية الأولى الإخوانية ضد أبناء وادي حضرموت.
وزراء الجنوب ذكّروا الشرعية بأنّ هناك حربًا على الحوثيين يفترض أن تتوجه هذه القوات المحتلة للجنوب، لكن هذه العناصر توجّه قوتها الباطشة في استهداف المواطنين الجنوبيين وتستنزف ثرواتهم، مقابل تنسيق وتخادم مع المليشيات الحوثية الإرهابية.
موقف أشد قوة عبّر عنه المجلس الانتقالي الجنوبي، على لسان العميد الركن سعيد أحمد المحمدي رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي بمحافظة حضرموت، الذي قال إنّ مليونية سيئون بمثابة لفت انتباه للأشقاء في التحالف العربي من خطورة وجود المليشيات الإرهابية في وادي حضرموت، وحتمية نقلها للجبهات كما ينص اتفاق الرياض.
هذا الموقف الرسمي الضاغط على الشرعية يمثّل حاضنة سياسية قوية داعمة للتحركات الشعبية المهيبة، ما يُشكل لبنة أولى على طريق محاسبة قيادات المليشيات الإخوانية على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها عناصر المنطقة العسكرية الأولى على مدار الفترات الماضية، وكذا تحرير وادي حضرموت من الإرهاب الغاشم.
ويقول محللون وناشطون إن الغضب الشعبي في سيئون حقق النتيجة المرجوة، وهو إيصال حجم الرفض الجنوبي لوجود المليشيات الإخوانية وحتمية إخراجها وإزاحتها لتحقيق الأمن والاستقرار في ربوع وادي حضرموت.
هذه النتيجة يُنتظر أن يتم استغلالها في إطار تشكيل ضغط سياسي نحو محاسبة قيادات المليشيات الإخوانية التي ثبت تورطها في ارتكاب هذه الاعتداءات، لا سيّما أن جرائم القمع التي وقعت في سيئون في مليونية السبت تعقب تهديدات مباشرة، تجلّت واضحة في تصريحات أطلقها يحيى أبو عوجاء المعين رئيسًا عمليات المنطقة العسكرية الأولى التي يشرفها عليها الإرهابي علي محسن الأحمر، تضمنت تهديدات استباقية بقمع الاحتجاجات الشعبية في سيئون وهي جرائم تم ارتكابها بالفعل.