سيّدة أعمال أفغانية تواجه طالبان بسلاح الزعفران
(وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب)
تتعهّد سيدة أعمال أفغانية توظّف مئات النساء في حقول الزعفران الدفاع عن حقوق العاملات لديها و”عدم التزام الصمت” في ظل حكم طالبان.
وتستبعد الحركة المتشددة بشكل متزايد النساء من الحياة العامة منذ استولت على السلطة في منتصف آب/اغسطس، ما دفع العديد من صاحبات المشاريع إلى الفرار من البلاد أو التواري عن الأنظار.
ويخشى كثيرون من معاودة الحركة اتّباع نهج حكمها السابق من العام 1996 حتى 2001 عندما كانت تحظر على النساء ارتياد المدارس أو العمل ولم يسمح لهّن بمغادرة منازلهن إلا بصحبة أحد أقاربهن الذكور.
وتقول شفيقة عطائي، التي أسست شركتها للزعفران في مدينة هرات (غرب) عام 2007، “سنرفع أصواتنا حتى تصل إلى مسامعهم”.
المزيد
“زواج المثليين” و”ضريبة على الأغنياء” في صناديق الاقتراع
26 سبتمبر، يدلي الناخبون والناخبات في سويسرا بأصواتهم على مقترح منح حقّ الزواج المدني للمثليين في اقتراع عام على المستوى الوطني.
وتضيف “لن نمكث في المنازل مهما حصل. بذلنا جهودا كبيرة”.
– “لن نلتزم الصمت” –
وتقوم “شركة زعفران بشتون زرغون للنساء” التي أسستها عطائي بإنتاج وتعليب وتصدير نوع التوابل الأغلى ثمنا في العالم مستخدمة يدا عاملة تكاد تقتصر بالكامل على النساء.
وتقطف أكثر من ألف امرأة الزعفران ذو اللون الزاهي في أراضي الشركة الممتدة على 25 هكتارا في منطقة بشتون زرغون في ولاية هرات المحاذية لإيران.
وهناك 55 هكتارا آخر مملوكة لجهات مستقلة وتديرها جمعية أسستها عطائي للنساء العاملات في قطف الزعفران، والممَثّلة من قبل قادة نقابات.
وأشارت عطائي إلى أن توظيف النساء يتيح لهن إعالة عائلاتهم وإرسال أطفالهن إلى المدارس وشراء الملابس وغيرها من الأساسيات.
وقالت سيّدة الأعمال البالغة 40 عاما “عملت جاهدة لتأسيس شركتي. لا نريد أن نجلس بصمت ويتم تجاهلنا. حتى وإن تجاهلونا، لن نصمت”.
وشجّعت الحكومة السابقة المدعومة من الغرب والتي أطاحتها حركة طالبان، على زراعة الزعفران المستخدم في مختلف الأطباق من البرياني وصولا إلى البايلا في مسعى لإبعاد المزارعين عن زراعة الخشخاش تي تشكل قطاعا ضخما في أفغانستان.
لكن لا تزال أفغانستان أكبر بلد منتج للأفيون والهيروين إذ توفر ما بين 80 و90 في المئة من الانتاج العالمي.
وخلال فترة حكمها السابقة، قامت طالبان التي استخدمت بيع الأفيون لتمويل تمرّدها، بتدمير الجزء الأكبر من هذه المزروعات، مؤكدة سعيها لاستئصالها، رغم أن معارضيها أشاروا إلى أن الهدف الحقيقي كان رفع أسعار مخزوناتها الضخمة منها.