الأحد, نوفمبر 24, 2024
الرئيسيةاخبار عدنبريطانيا تتمسك بمنصب المبعوث إلى اليمن: أليستر بيرت لخلافة غريفيث

بريطانيا تتمسك بمنصب المبعوث إلى اليمن: أليستر بيرت لخلافة غريفيث

قالت مصادر دبلوماسية لـ”العرب” إن أليستر بيرت وزير الدولة البريطاني السابق لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هو المرشح الأوفر حظا لخلافة المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث.

وأشارت المصادر إلى وجود حراك دبلوماسي نشط للتوافق على اختيار خليفة غريفيث الذي تم تعيينه وكيلا للشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ومنسقا للإغاثة في حالات الطوارئ خلفا للبريطاني مارك لوكوك.

وكشفت المصادر عن حملة علاقات عامة تقوم بها لندن لتعيين مواطنها بيرت في هذا المنصب الذي يعكس حرصها على إبقاء نفوذها في الملف اليمني الذي لم تخف اهتمامها المتزايد به خلال الأعوام القليلة الماضية.

وربطت مصادر “العرب” بين الجولة المكوكية التي يقوم بها وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا البريطاني جيمس كليفرلي للمنطقة وجهود لندن لتعيين بيرت مبعوثا أمميا إلى اليمن.

وشملت جولة وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا البريطاني (وهو ذات المنصب الذي كان يشغله المرشح البريطاني لخلافة غريفيث)، زيارة العاصمة السعودية الرياض ولقاء وزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء عادل الجبير، بحضور السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر، الأمر الذي يؤكد ارتباط اللقاء بتداعيات الملف اليمني.

كما التقى الوزير البريطاني في الرياض بوزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك الذي ناقش معه وفقا للموقع الرسمي لوزارة الخارجية اليمنية “التطورات السياسية في اليمن والتعاون بين الحكومتين لإحلال السلام واستعادة الأمن والاستقرار”. كما زار كليفرلي الكويت والتقى وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد الناصر.

ويقول مراقبون إن مساعي بريطانيا لوضع يدها على مهمة المبعوث وجعله منصبا بريطانيا خالصا لا يطمئن الخليجيين ولا يؤشر إلى حل سريع في الأفق بسبب سياسة بريطانية تقوم على تثبيت أوضاع الصراع وإعطاء رسائل متناقضة توحي بدعم بريطاني للسعودية وللحوثيين في نفس الوقت.

ويتزامن الحراك الدبلوماسي البريطاني المرتبط بالملف اليمني، مع تصاعد الدور الأميركي والأممي للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وبدء مشاورات سياسية بين الحكومة اليمنية والحوثيين، على قاعدة “الإعلان المشترك” الذي أعدته الأمم المتحدة وحظي بدعم دولي وإقليمي واسعين.

وفي هذا السياق أعلنت الخارجية الأميركية الثلاثاء عن جولة جديدة يقوم بها المبعوث الأميركي الخاص لليمن تيم ليندركينغ إلى السعودية وسلطنة عمان للقاء المسؤولين في البلدين والمشاركة في الجهود التي يبذلها غريفيث الذي وصل بدوره إلى الرياض في وقت سابق.

وقال بيان صادر عن الخارجية الأميركية إن زيارة ليندركينغ ستتركز حول “محاولة تفادي التبعات المدمرة لهجوم الحوثيين على مأرب”، كما ستركز على تحقيق هدف عاجل يتمثل في تحقيق وقف إطلاق النار المستدام، وضمان التسليم المنتظم دون عوائق للسلع التجارية الأساسية والمساعدات الإنسانية في جميع أنحاء اليمن والانتقال إلى عملية سياسية شاملة.

ولفت البيان إلى أن وجود إجماع دولي على ضرورة وقف الهجوم الحوثي على مأرب باعتباره “العقبة الرئيسية أمام استمرار جهود السلام والتي تهدد مليون شخص من النازحين داخليًا “.

ويأتي التحرك الأميركي الجديد في أعقاب تصعيد لافت في خطاب واشنطن تجاه الحوثيين وتحميلهم مسؤولية تعثر جهود السلام في اليمن، كما تأتي جولة المبعوث الأميركي بعد أيام من فرض واشنطن عقوبات على اثنين من القادة العسكريين الحوثيين البارزين المتورطين في الهجوم على مأرب، والتلويح بفرض المزيد من العقوبات.

وتعامل الحوثيون مع الضغوطات الأميركية على أكثر من مسار، حيث سخر القيادي في الجماعة محمد علي الحوثي من استخدام واشنطن لسلاح العقوبات وهدد بالرد على التصعيد الأميركي بتصعيد عسكري حوثي.

ورسميا لم يخف الحوثيون قلقهم من تركيز الضغوط الأميركية عليهم وإمكانية تراجع واشنطن عن تصنيفهم مجددا كجماعة إرهابية، حيث أرسل رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين مهدي المشاط بإشارات ضمنية على تراجع الجماعة عن موقفها المتصلب تجاه الخطة الأممية لوقف إطلاق النار.

وطالب المشاط في خطاب له برفعِ ما وصفه “الحصارِ عن الشعب اليمني والانخراطِ الجادِّ في مباحثَات وقف الحربِ العسكريةِ والاقتصاديةِ وإنهاءِ الوجودِ العسكري في أراضي اليمن ومياهه”.

كما جدد – وفقا لما نقلته وسائل إعلام حوثية – “التأكيدَ للأممِ المتحدة وللجميعِ الاستعداد التامَّ للإسهامِ بفاعليةٍ في تحقيقِ السلامِ مع التشديدِ على ضرورةِ الفصلِ بينَ الجانبِ الإنسانيِّ والجوانبِ الأخرى”، مشيرا إلى أن َّ “فتحَ المطاراتِ والموانئ وإنهاءِ الحصارِ القائمِ استحقاقٌ خالصٌ للشعبِ اليمنيِّ ولا ينبغي تحويلُ مثلِ هذهِ المسائل إلى مادةٍ للمقايضةِ أو سلاحٍ من أسلحةِ الحربِ لانتزاعِ مكاسِبَ تفاوضيةٍ في الجانبينِ السياسي والعسكري”.

في المقابل استبق المبعوث الأميركي جولته الجديدة إلى المنطقة بالتأكيد على تمسك المجتمع الدولي بالرؤية الأممية لإنهاء الصراع في اليمن التي تقدم بها غريفيث ووافقت عليها الحكومتان اليمنية والسعودية. ووصف ليندركينغ المبادرة الأممية في مقابلة تلفزيونية الاثنين بأنها “مقترح معقول وعادل لوقف إطلاق النار في اليمن بدعم من الأمم المتحدة”.

واعتبر مراقبون أن الانحناءة الحوثية أمام الضغوط الأميركية ليست أكثر من مناورة لتجاوز حدة الضغوط الدولية على الجماعة المدعومة من إيران، مستبعدين أن تنجح الجولة الأميركية – الأممية الجديدة في انتزاع أيّ تنازلات من الحوثيين لصالح مشروع السلام في اليمن الذي يدعمه المجتمع الدولي.

وفي سلسلة تغريدات على تويتر كشف معمر الإرياني وزير الإعلام في الحكومة اليمنية عن مقتل مصطفى الغراوي أحد قيادات الجناح العسكري لميليشيا حزب الله اللبناني إثر غارة جوية لتحالف دعم الشرعية على مواقع ميليشيا الحوثي في جبهة صرواح بمحافظة مأرب، مشيرا إلى أن ذلك “يعكس حجم الانخراط الإيراني ومستواه في التصعيد العسكري الذي تشنه الميليشيا في مختلف جبهات المحافظة”.

ولفت الإرياني إلى أن “الانخراط الايراني في معركة مأرب عبر نشر المئات من الخبراء من الحرس الثوري وحزب الله وقيادة العمليات العسكرية ميدانيا وتهريب الأسلحة من الصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة وتسخير الآلة السياسية والإعلامية تأكيد على طبيعة المعركة باعتبارها امتدادا للمشروع التوسّعي الإيراني في المنطقة”.

 

 

مقالات ذات صلة
- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات