شهدت العاصمة عدن، صباح اليوم الأربعاء، فعالية احتفالية احتفاءً بالذكرى الـ15 للتسامح والتصالح، نظمتها مؤسسة خليج عدن للتنمية والخدمات الاجتماعية برعاية كريمة من الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وبحضور الأستاذ فضل محمد الجعدي نائب الأمين العام للأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي.
وفي الفعالية التي حضرها أيضاً أعضاء هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الدكتورة سهير علي أحمد، والأستاذ لطفي شطارة نائب رئيس الجمعية الوطنية، والعميد طيار ناصر السعدي، والمهندس نزار هيثم رئيس الهيئة التنفيذية لانتقالي العاصمة عدن، ألقى الأستاذ فضل الجعدي، كلمة نقل في مستهلها تحيات الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي للحاضرين جمعياً، مؤكداً أن ذكرى التصالح والتسامح أكدت طي صفحة الماضي، وجسدت التوافق الوطني الجنوبي قولا وعملا، وأن الجنوب أسمى وأرفع من الأفراد والمكونات.
وأضاف الجعدي قائلاً:” علينا جميعاً استحضار روح التصالح والتسامح بالمزيد من التعاضد والتكاتف وتغليب قيم النضال الوطني للانتصار على مؤامرات ودسائس أعداء جنوبنا من تجار الحروب وعصابات الدين والقبيلة والإرهاب”.
وأشار الجعدي إلى قضية الجنوب العادلة، باتت اليوم محل اهتمام إقليمي ودولي، “كونها الجامع المشترك الذي وحّد جهودنا وإردتنا ونضالاتنا، انتصارا لها”، مشددا على أن التحديات القائمة تحتم علينا الاخذ بعين الاعتبار مصلحة شعبنا بغض النظر عن أي شيء آخر.
وأشار الجعدي إلى أن من يحاولون العزف على 13 يناير أخرى غير يوم التصالح والتسامح، “إنما هم أدوات تمزيق لتمرير مشاريع رفضها شعبنا ولايزال يناضل للانتصار عليها”، مؤكداً أن الجنوب تجاوز بالتضحيات عقبات ومطبات عديدة، وأسقط رهان الفتنة وأدواتها بدماء الآف الشهداء من أبين والضالع وشبوة ولحج وحضرموت وعدن والمهرة وسقطرى في ملحمة عظيمة جسّدت معاني التصالح والتسامح في أبهى صورة.
واختتم الجعدي كلمته بالتأكيد على أن القيم النبيلة والأهداف السامية للتصالح والتسامح مثّلت محطة هامة في مسارات كفاح الجنوب نحو الحرية وتأسيس مرحلة تاريخية من عمر شعبنا، داعيا لتكريس قيمة التصالح والتسامح كثقافة للأجيال الجديدة للوصول لتحقيق الطموح بوطن يؤمن بمفاهيم الديموقراطية والحوار وقيم السلام.
وكانت الفعالية الاحتفائية، قد افتتحت بأي من الذكر الحيكم والنشيد الوطني الجن‘بي، ثم الوقوف دقيقة حداد وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء، أعقبها كلمة للدكتور محمود شائف رئيس مؤسسة خليج عدن، أشار فيها إلى أن ذكرى انطلاق التصالح والتسامح من جمعية ردفان في العام 2006 عزيزة على قلب كل جنوبي، كونها أعادت بوصلة القلب والعقل الجنوبي الذي مثله ادأسمى موقف جنوبي سجله التاريخ المعاصر في مواجهة أدوات القمع وقوته العسكرية التي اجتاحت الجنوب منذ 1994م.
وفي كلمة لجمعية ردفان قدم المناضل صالح هيثم فرج لمحة تاريخية عن التصالح والتسامح منذ بدايته، وعن تأثيره على القوى اليمنية والضرر الذي طال الجنوب جراء سياسة الفتن ضده، وكيفية انتصار الثقافة التصالحية الجنوبية على تلك القوى، مشددا على أن المهمة مستمرة، وداعيا لمواصلة مشوار الثورة التسامحية المباركة حتى بلوغ غايتها.
كما ألقى لصالح ضرمان كلمة جمعية أبناء العواذل، والتي تحدث فيها عن المشروع النبيل والمحطة المهمة للثورة الجنوبية المتمثل بالتصالح والتسامح، متطرقاً في السياق لدور جمعية ابناء العواذل في هذا الحدث التاريخي، وداعيا لتحرير مكيراس وبقية مناطق الجنوب والضغط على الجهات والسلطات كافة لتحقيق هذا الأمر.
هذا وقد شهد الحفل، تقديم قصيدة شعرية نالت استحسان الحضور، كما اعقب الحفل الخطابي إقامة ورشة عمل نقاشية بهذه المناسبة.
حضر الفعالية عدد رؤساء دوائر الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي، ورؤساء لجان الجمعية الوطنية، وكذا العميد عبدالله الحوتري رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية نتقالي أبين، وعدد من القياديين والمناضلين والأكاديميين والمثقفين والإعلاميين والنشطاء وممثلي منظمات المجتمع المدني، وجمع من المواطنين.