عبدالكريم أحمد سعيد
في الوقت الذي نقدر به كل الجهود التي بذلها ويبذلها التحالف العربي مشكورا بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لتهدئة الوضع المتفجر في عدن بين قوى الشعب الجنوبي بقيادة المجلس الإنتقالي والمقاومة الجنوبية وبين رموز الفساد اليمنية ممثلة برئيس الوزراء احمد عبيد بن دغر ووزير داخليتة وعصابات الإصلاح الاخوانية، الذين وقفوا خلف هذه الأحداث المؤسفة وراح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.
المؤسف أن التحالف العربي لم يحسم الامر كاملاً بين تلك القوى المتصارعة بما يضمن عودة الأمن والاستقرار للعاصمة عدن والمناطق المحررة بشكل عام..! حيث ترك الحبل على القارب، متيحاً الفرصة أمام حكومة بن دغر وعصابات الميسري وحزب الإصلاح إستعادة انفاسها من جديد، لتعود في مواجهة الشعب والدخول في جولة ثانية من العنف، ليس فقط مع المجلس الانتقالي والمقاومة الجنوبية المسيطرة على الأرض، المكبلة باتفاق الهدنة من قبل التحالف العربي، بل ومع كافة فئات الشعب الجنوبي.. حيث يسعى حزب الإصلاح ومن يدور في فلكه إلى تأجيج الموقف مرة أخرى، بهدف جر الجنوبيين إلى مواجهات وحرب أهلية كما يخطط لها من قبل تلك العصابات المأزومة، لإضعافه وتمزيق النسيج الاجتماعي الجنوبي، وتحويله إلى ليبيا ثانية في المنطقة.!
إننا نحذر تلك القوى الشريرة من اللعب بالنار داخل العاصمة عدن والتي تحاول احراج التحالف العربي وإفشال مساعية لنزع فتيل الأزمة، إرضاءاً لحلفائهم في المنطقة، ولإظهار الجنوب أمام العالم كمنطقة غير آمنة، لا يمكن أن يستقر ويبني دولة في ظل الانقسامات الداخلية التي يحاولون تسويقها للعالم بخبث ومكر معلمهم عفاش، وتصويره كصراع جنوبي داخلي.! والحقيقة هو صراع جنوبي شمالي تحت غطاء الشرعية اليمنية، يتم تنفيذه بأدوات حزبية شمالية متطرفة يقودها حزب الإصلاح الأخوني، المتورط بشبكات الإرهاب الدولية (القاعدة وداعش) بدعم قطري إيراني.
في الوقت الذي نحذر به تلك القوى الظلامية، فأننا نحمل كامل المسؤولية ايضاً التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، القائمون بالاشراف المباشر على المناطق المحررة، وهم من ألزم كل الاطراف باتفاقية التهدئة، من دون إتخاذ الإجراءات الصارمة، وأخذ كل الإحتياطات الضرورية لوقف أي صدام مسلح قد يتكرر في العاصمة عدن، وذلك من خلال إبعاد رموز الفساد والعناصر المأزومة من العاصمة عدن؛ أمثال بن دغر والميسري والجبواني، ومهران القباطي وآخرون بل وازاحتهم من المشهد السياسي والعسكري بشكل عام، مع محاسبة كل المتسببين في تفجير الوضع وقتل الأبرياء في مظاهرات سلمية حضارية تحترم النظام والقانون باعتبارها حق مشروع للناس تكلفه كل الأعراف والدساتير والقوانين الدولية الوضعية والإنسانية، والتي دعا إليها المجلس الانتقالي الجنوبي تعبيراً عن رفضه للممارسات التنكيلية والعقاب الجماعي بحق شعب الجنوب من قبل حكومة فاسدة وفاشلة، يقودها رئيس وزراء حاقد وماكر، جاء منتقماً لمعلمه عفاش والحوثيين من هذا الشعب العظيم الجبار الذي تصدى للمشروع الإيراني والحق به هزيمة نكراء، بعون من الله وبعزيمة الرجال الصادقين ودعم التحالف العربي.
لقد خرج الشعب الجنوبي يوم 28 يناير 2017م بتظاهرة سلمية مطالباً بإقالة الحكومة ومحاسبتها ، وذلك بعد أن فاض صبر الناس وبلغ السيل الزبى من قبل حكومة بن دغر.! التي واجهته بالعنف وقتل الابرياء.. لهذا نطالب التحالف العربي بالاسراع إلى تلبية مطالب الشعب الجنوبي بإقالة حكومة بن دغر ومحاسبتها على كل الجرائم المرتكبة بحق الشعب الجنوبي، وتسليم إدارة المناطق المحررة للمجلس الانتقالي الجنوبي المعبر عن الإرادة الشعبية الجنوبية، الموجود على الأرض والحليف الاستراتيجي لدول التحالف العربي في حربها على الحوثيين والتطرف والإرهاب.