صباح الخميس الماضي أوقفني أحد الأصدقاء الأعزاء ليفاجئني بالقول :” أخي كيّف نفسك على البهدلة”، فعقبت على كلامه :” أخي هذا الكلام غريب بل وعجيب إذا وجدنا له تفسيرا ، قال :” أخي وهل هناك غير البهدلة في هذه البلاد؟!”.
عدت أدراجي إلى الوراء وعملت “فلاش باك” وتذكرت ما قاله لي أحد المرابطين في اعتصام العسكريين والأمنيين عندما قال لي :” ستة أشهر ونحن بدون راتب وماتوا علينا سبعة من المعتصمين أحدهم كان بحاجة إلى 1100 دولار لإجراء عملية قسطرة ومثل هذا المبلغ يشكل فلسات عند اخواننا المقيمين في الخارج في عالم السبعة نجوم، والمكيفات شغالة على مدار الساعة والناس هنا يكتوون بانطفاءات الكهرباء والماء والراتب بل وانقطاع القيم والاخلاق الرفيعة التي اعدمت تلفزيون واذاعة عدن .
قال صاحبي : من حسن الإسلام أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك لكن أن تكون في سبعة نجوم وغيرك في سبعة هموم فهذا كفر صريح.
ووقفنا معا أمام تصريح رسمي بأن الرواتب سيطلق سراحها بعد تشكيل الحكومة واقسم بالله العلي العظيم أن هذا المنطق وبهذا الكلام لا وجود له في ادغال افريقيا فالبلاد تعيش حالة افلاس انحدر إلى الدرك الأسفل من الحضيض عندما قيل لخلق الله من المتذمرين صبركم على انقطاع الراتب حتى تشكيل الحكومة .. آه يا أولاد الأيه.