كشفت مصادر يمنية عن وصول لجنة عسكرية سعودية إلى محافظة أبين شرقي عدن في محاولة لاحتواء التوتر الذي شهدته جبهتا الطرية والشيخ سالم، الاثنين، وأسفر عن سقوط العشرات من القتلى والجرحى، في ظل اتهامات متبادلة بين القوات الحكومية وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي عن الطرف المسؤول عن تجدّد الاشتباكات.
وقالت مصادر مطلعة لـ”العرب” إن اللجنة السعودية التي قدمت من العاصمة المؤقتة عدن، انقسمت إلى فريقين، وباشرت بزيارة خطوط التماس والاجتماع بقيادات عسكرية تابعة للحكومة والمجلس الانتقالي في مسعى للتهدئة وإعادة تفعيل اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين.
وتزامن التصعيد العسكري في جبهات أبين مع وضع اللمسات الأخيرة على الحكومة الجديدة المشكّلة بناء على اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي، ما اعتبره مراقبون محاولة لإفشال التقدم في تنفيذ اتفاق الرياض تشير مصادر يمنية مطلعة إلى وقوف تيار قطر في الحكومة الشرعية خلفها.
وفي تطور لافت تحدثت وسائل إعلام مقربة من المجلس الانتقالي عن إبلاغ قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي المتواجدة في الرياض الحكومة السعودية اعتزامها الانسحاب من مشاورات تشكيل الحكومة ومغادرة العاصمة السعودية، احتجاجا على ما تصفه بتعنت الشرعية والعمل على التصعيد العسكري، إضافة إلى التأخر في إعلان حكومة المناصفة بين الشمال والجنوب.
وفي تعليق على هذه التطورات كتب القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي سالم ثابت العولقي تغريدة على تويتر قال فيها إن قيادة الانتقالي أبدت “بشهادة التحالف العربي أعلى درجات التعامل المسؤول مع آلية تسريع اتفاق الرياض وذللت كل الصعوبات وقدمت تنازلات متناهية من أجل تشكيل الحكومة”.
وأضاف “لكن في الطرف الآخر هناك من يراهن على كسب الوقت والتجهيز لجولات من الحرب مدعومة من أعداء التحالف ماليا وسياسيا وإعلاميا”.
وفي تصريح خاص لـ”العرب” حول خلفية التطورات السياسية والعسكرية وأجواء تنفيذ اتفاق الرياض، اعتبر نائب رئيس الدائرة الإعلامية في المجلس الانتقالي الجنوبي منصور صالح أن المواجهات التي شهدتها أبين وتعثر الإعلان عن الحكومة تأكيد على “حقيقة وجود أطراف في الشرعية تعمل بدأب لإفشال اتفاق الرياض” ضمن ما وصفه “خطة تبادل أدوار في إطار الشرعية، مستغلة التزام المجلس بالمضي في العمل السياسي وكذلك التزام القوات الجنوبية باتفاق التهدئة”.
وأضاف صالح “من هنا كان موقف المجلس وقيادته واضحا بتعبيره للأشقاء في السعودية عن رغبته بعدم الاستمرار إلى ما لا نهاية في مجاراة الحكومة اليمنية في عبثها ومماطلاتها بشأن تشكيل الحكومة الجديدة وفقا لاتفاق الرياض، ولا الاستمرار بالالتزام بوقف إطلاق النار في ظل عدم التزام الطرف الآخر”.
ولفت صالح إلى أنّ الانتقالي بذل الكثير من الجهد “للوصول إلى سلام لكنه جهد غير مقدر”، مشيرا إلى أنه تمت إضاعة الكثير من الوقت “بحثا عن سلام، لكن الطرف الآخر لم يكن مؤهلا لأن يكون شريكا يؤمن بالسلام ويحترم الالتزامات التي يقطعها على نفسه”.
ومن جهته قال وكيل وزارة الإعلام اليمنية نجيب غلاب في تصريح لـ”العرب” تعليقا على التداعيات الأخيرة في مسار تنفيذ اتفاق الرياض، إن أي جهة تحاول إفشال الاتفاق وتخلق مشاكل متعددة لتغييره لن يكتب لها النجاح ولن تصل لأي نتيجة سوى إنتاج الحرب والصراعات الدامية.
وربطت مصادر سياسية يمنية بين تجدد التصعيد السياسي والعسكري بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي بتحولات دولية من بينها فوز المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية جو بادين، ورهان محور قطر والجماعات الإسلامية بما فيها جماعة الإخوان المسلمين في اليمن على التغير في الموقف الأميركي باتجاه عودة سياسة أوباما كلينتون التي دعمت طموحات الجماعات الإسلامية في الوصول إلى السلطة من خلال ما عرف بالربيع العربي.
وكتب وزير النقل السابق صالح الجبواني تغريدة على تويتر عقب الإعلان عن فوز باين في الانتخابات الأميركية قال فيها “فوز بايدن يعني نهاية أربع سنوات من البلطجة والشعبوية العنصرية والتصريح للقتلة والعصبويين بامتهان الأوطان كما يحصل في بلادنا.. اتفاق الرياض ولد في هذا الجو واليوم تخفف العالم بعد رحيل العنصري ترامب”.