حملة إعلامية هائجة ومنظمة يتباكى أصحابها على ميناء بالحاف في محافظة شبوة وينخرط فيها صحفيون ومفسبكون ورجال إعلام وقادة سياسيون وبرلمانيون، وفي هذه الحملة يتهم المشاركون القوات الإماراتية الشقيقة، التي تشارك في إطار التحالف العربي ودخلت بطلب الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي، بأنها تحتل الميناء وتعطل تشغيله بهدف حرمان الشرعية من مليارات الدولارات.
وكان أحد البرلمانيين الإصلاحيين قد قدم كشفاً مفصلا بعدد براميل النفط وأمتار الغاز المكعبة التي يفترض أن يصدرها الميناء محددا أسعارها بالسعر العالمي ليصل المبلغ الذي قال عنه إلى مليارات الدولارات شهريا ثم سنويا ليخلص إلى ما مفاده أن دولة الإمارات تستهدف إضعاف الشرعية وإبقاءها منهكةً وحرمانها من الموارد . . . وما إلى ذلك.
لكن كاتبا من أنصار المشروع الإخواني ومن ألد خصوم الإمارات وأكثرهم إساءة إلى السياسات الإماراتية، بين بالبراهين المنطقية بأن سبب تعطيل ميناء بالحاف ليست الإمارات بل غياب الجدوى الاقتصادية من تشغيله وعدم استعداد الشركات الدولية العاملة في مجالي الغاز والنفط للمجازفة بعمالها وممتلكاتها في منطقة تسودها الحرب والفوضى وانعدام الأمن واضمحلال الدولة مقابل عائد قليل لا جدوى فيه.
لماذا إذن يتباكى المتباكون على ميناء بالحاف ويتطوع كل طرف من هؤلاء المتباكين ليعبر عن استعداده لتولي إدارة الميناء؟؟
الموضوع ببساطة يتصل بالسيطرة على محافظة شبوة، بنفطها وارضها وشواطئها وبحرها ومصايدها السمكية وموانئها.
كل مصادر الثروة هذه كانت منذ 7/7/ ????م تحت سيطرة تحالف الحرب المنتصر وقد بقيت كذلك حتى بعد ????م باستثناء المواقع الهامة جدا كالميناء وبعض المعسكرات ومراكز الأمن التي جرت الهيمنة عليها مرةً أخرى بعد غزوة ????م.
ميناء بالحاف يراد استعادة الهيمنة عليه ليس لغرض تصدير النفط والغاز الذين يهربان عبر عشرات المنافذ المجهولة، بل لاستعادة استخدام الميناء لكل ما هو ممنوع ومحرم، من تهريب الأسلحة إلى إدخال المخدرات وحتى تهريب المواد المسموحة بلا ضرائب، إلى تهريب البشر، واستقبال الجماعات (الخيرية) المشبوهة، وطبعا تصدير ما يصلح للتصدير بما في ذلك النفط والغاز، ولكن بعيدا عن مراقبة وتحكم السلطات الرسمية ودفع الضرائب والجمارك والرسوم المستحقة للدولة والمجتمع.
التهريب هو الديدن الرئيسي لكل المتباكين على ميناء بالحاف وكل الموانئ الجنوبية وكل المنافذ البرية والبحرية فلا تصدقوهم بكل ما يقولون ..إنهم بئسما يفترون.