باتت مليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن، تعيش حالة من الترقب والشعور بالقلق والخوف الشديد في جبهات شمال الضالع بعد عام ونصف من المواجهات القتالية على أسوارها المحصنة والتي لم تلاقِ فيها غير الهزائم والتنكيل.
فمعطيات الأرض هنا لرجال القوات الجنوبية، وما معركة اليومين الماضين إلا خير دليل، حيث شنت المليشيات الحوثية أوسع وأكبر هجوم في تاريخها وعلى أكثر من اتجاه في محاولة يائسه لتحقيق أي انتصار يحفظ لها ماء الوجه، لكن المصير انتهى بانتكاسة مخزية لذراع إيران.
كانت الخسائر ثقيلة في المعركة التي استخدم فيها الحوثيون مختلف الأسلحة الرشاشة والمدفعية الثقيلة قدم فيها العشرات من عناصره قتلى وجرحى وأسرى وعتاد عسكري تركه خلفه وهو يتقهقر يجر أذيال الهزية.
فمليشيا الحوثي لم تعش هذه الحالة مطلقا منذ بداية المعركة، والمتابع لمجريات الحرب لم يجد في أبجدياتها تهاوياً مماثلاً لما حدث مؤخراً بالضالع، فالقوات الجنوبية أصبحت لها اليد الطولى في التحكم بإيقاع المعركة وعزف انتصارات في أقل الخسائر والإمكانيات.
ولعل الانتحار الحوثي هو أدق وصف لمذابحه الجماعية على أسوار الضالع التي تتسع مناطق القتال وتتفرع محاورها لكن الحسم والنصر ينتهي لأصحاب الأرض وفي معركة تعليم الخصوم أخلاق وآداب القتال.
ويستبسل أبطال الجنوب بصلابة وصمود وبمجريات مذهلة تهز عرش قوى التخلف والظلام الكهنوتي في أساطير بطولية ورباط جأش منقطعة النظير في معركة استعادة وطن وهويته المختطفة من أذناب إيران.