أعلنت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، اليوم الثلاثاء، عن تعليق أي اجتماعات مقبلة مع بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة غربي البلاد، حتى يتم تغيير رئيس البعثة الجنرال أبهيجيت جوها.
وقال عضو الفريق الحكومي في لجنة تنسيق إعادة الانتشار التي تشرف عليها الأمم المتحدة في الحديدة العميد خالد الكوكباني إن البعثة الأممية في الحديدة أصبحت تعمل لتحقيق مصالحها فقط.
وأضاف الكوكباني في تصريح نقلته صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، أن “البعثة الأممية في الحديدة تعمل لذاتها ولا تعمل في الإطار المتفق عليه، ولم يلتزم (أعضاؤها) بما طلبناه بشأن مقتل العقيد الصليحي في منطقة البعثة الأممية المسؤولة عن تأمينها. كان الأمر طعنة في الاتفاق إضافة إلى عدم تعاونهم في نقل مقر البعثة”.
واعتبر أن “وجود البعثة داخل مدينة الحديدة بالتحديد يضعها 100 في المائة خاضعة لسيطرة الحوثيين”.
وتابع المسؤول الحكومي “الجنرال (جوها) ومن معه لا يفكرون في نجاح المهمة بقدر ما يفكرون في طاعة الحوثيين ورضاهم ليستمر عملهم ورواتبهم، من أجل رواتبهم أضاعوا الاتفاق وأضاعوا الحديدة، للأسف الشديد”.
ومضى قائلًا: “لن نعقد أي اجتماع أو لقاء مع هذا الجنرال إلا إذا نفذت مطالبنا وهذا كلام نهائي من الفريق (الحكومي). لقد بلغ السيل الزبى، تحملنا ما لا نطيق من أجل إنجاح اللقاءات، نبقى أميالاً بحرية طويلة من أجل اللقاء على متن السفينة ولا يتم فتح ممر رغم أن الاتفاق جاء أساساً من أجل فتح الممرات الإنسانية”.
واستطرد الكوكباني “الخروقات مستمرة أبشع مما يتصور، ليست خروقات فقط إنما محاولات احتلال أراضٍ جديدة، البعثة الأممية ترفع ما يريد أن يقوله الحوثيون، يصدره الجنرال جوها في بيان أو رسالة للمبعوث. ينفذ أجندتهم بحذافيرها، لذلك الخارجية اليمنية طالبت بتغيير جوها ولم يعد صالحاً للعمل، أصبح (خاضعاً) للحوثيين”.
وأمس الأحد، قالت وزارة الخارجية في الحكومة اليمنية، إن مليشيا الحوثي تقوم بتقييد حرية وحركة بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة، معتبرة أن “استمرار عملها في ظل هذا الوضع أمراً غير مجدٍ”.
وعيّن أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في 12 سبتمبر 2019 الجنرال الهندي أبهيجيت جوها، رئيساً للجنة تنسيق إعادة الانتشار، وفريق المراقبين الدوليين في محافظة الحديدة، خلفاً للدنماركي مايكل لوليسغارد.
وتأسست بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة في اليمن، بموجب قرار المجلس 2452، بعد فترة وجيزة من التوقيع على اتفاق ستوكهولم في ديسمبر/كانون الأول 2018 بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين.
وتضمن اتفاق ستوكهولم، وقف القتال في مدينة الحديدة الساحلية المهمة، بالإضافة إلى آلية لتبادل الأسرى وبيان تفاهم لتهدئة القتال في تعز، إلا أن تطبيق الاتفاق تعثر وسط تبادل للاتهامات بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي بالمسؤولية عن عرقلته.