من يافع نيوز
كانت اوضاع الجنوب قد بدأت بالتحسن والنهوض بعد تحرير الجنوب من مليشيات الحوثي وتطهير العاصمة عدن من الجماعات الارهابية، فعاد الرئيس هادي وشهدت علاقته تحسناً كبيراً بالجنوبيين ودبت الحياة وتم اعادة تطبيعها. زار الرئيس هادي يوماً ميناء عدن وتجول في شوارعها ومعه مرافقيه ومسؤولين تابعين له، وبرفقة قيادات جنوبية، وعاد ا قصر ” معاشيق ” ليمكث بهدوء وهو ينظر لقوات المقاومة الجنوبية تسطر ملاحم بطولية في جبهات الحدود وتشارك في جبهات الشمال ضد الحوثيين، وكان يرى قوات الحزام الامن وقوات الامن تعمل كخلية نحل مع بعضها لصنع الامن والاستقرار وضرب اوكار الارهاب. لم يسر هذا التناغم والترابط قوى شمالية التي تربصت طويلا في زرع الخلافات واستثمارها، وذهبت تحيك الدسائس وتكثيف التقارير المغلوطة للرئيس هادي وتخويفه من الجنوبيين والمقاومة الجنوبية، بينما لم تقدم تلك القوى لهادي غير التخلي عنه ورضائهم بانقلاب الحوثي عليه في بادئ الامر وذهابهم للتفاوض مع الحوثي بينما الرئيس هادي تحت الاقامة الجبرية بصنعاء. استخدمت قوى الشمال وفي مقدمتها ( الاخوان ) الذين التصقوا بشرعية هادي واوهموه انهم الاقدر على اعادته لصنعاء، كل الحيل والطرق لإحداث شق بينه وبين الشعب الجنوبي، وايدت ذلك شخصيات مقربة من هادي تريد الحصول على مكاسب وشعرت ان علاقة الجنوبيين بهادي ستقلص عليهم مصالحهم. جائت حكومة بن دغر والاخوان التي اصلا عملت من تحت الطاولة لضرب هادي، واستلمت مهمة ضرب علاقة الرئيس هادي بالقيادات الجنوبية، ونجحت في ذلك، وتمكنت من اختطاف هادي وقراره الذي يسيطر عليه اصلا مقربين منه، وطالما عبثوا به حتى اوصلوا هادي الى عنق الزجاجة التي ابفته فقط كديكورا للشرعية . ازداد عبث حكومة بن دغر والاخوان من خلال ممارستها ابشع صنوف التعذيب الجماعي لشعب الجنوب، من خلال ابقاء الخدمات منهارة، والاساءة لشرعية هادي واظهارها بمظهر السلطة الفاشلة المعتمدة على الفاسدين، بل ادخلوها في دائرة الخلاف مع شعب الجنوب، جتى ان تلك الشرعية تحولت لدى شعب الجنوب الى منغصة منغصات العيش، واصبحت الاداة التي ينضوي تحت مضلتها الفاسدين والعابثين الذي يتسببوا بكل الازمات في الجنوب وعلى راسها المشتقات النفطية وغيرها. أدخلت حكومة بن دغر والاخوان شرعية الرئيس هادي في عداء مع الشعب الجنوبي، واستمروا في التمترس خلف تلك الشرعية حاملين العداء لشعب الجنوب واستفزازه بكل الاشكال والطرق، بل عملوا على زرع الخلاف ومحاولة زرع الفتن وتغذيتها من اموال الشعب التي تحصل عليها دوائر ومؤسسات شرعية هادي، بل زادوا على ذلك في بناء مراكز قوى تابعة لهم وباسم الشرعية تتمثل بتكوين معسكرات ليس الغرض منها الا استفزاز الشعب الجنوب وقواه الحية ومقاومته التي تحمل مشروع ” التحرير والاستقلال واستعادة دولة الجنوب “. وصلت شرعية هادي اليوم الى ذروة الخصام مع الشعب الجنوبي، رغم ان الجنوبيين هم من نصروا شرعية هادي وحموها واعادوا لها مكانتها، فيما تخاذلت كل قوى واحزاب الشمال وعلى راسها ” المؤتمر والاصلاح الاخواني ” عن تقديم اي شيء لشرعية هادي، غير استخدامها للعبث ومحاربة الشعب الجنوبي. وبعد اشتداد الخلاف، قرر شعب الجنوب العودة للسير بعيداً عن شرعية مختطفة يعبث بها صبيان الفساد والعبث، فكان تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي هو احد نتائج الخلاف مع شرعية هادي، وايد شعب الجنوب المجلس الانتقالي كممثل سياسي لهم ولقضيتهم التي لم يتم حلها والتي تتمحور في انهاء ما تسمى ” الوحدة اليمنية ” واستعادة استقلال دولة الجنوب. لم يتبقى لشرعية هادي اليوم لا شمالا ولا جنوباً اي قبول، غير انحصار تلك الشرعية بايدي افراد يستغلونها لتلبية رغباتهم في النفوذ والكسب، او التغرير على هادي باصدار قرارات تزيد من فجوة الخلاف داخل الجنوب، فيما التحالف العربي وعلى راسه السعودية متماهية مع تلك القوى التي حولت الشرعية الى أزمة حقيقية في الجنوب، وادخلتها في دهاليز صراع مع شعب الجنوب لم يستطع نظام صالح سابقا وهو بكامل قواه ان يقف امام ارادة شعب الجنوب او ينهي تطلعاته او يقضي على ثورته. وقد يفي