رحل عبد العزيز الدالي والجنوب بأمس الحاجة لأمثاله !
✍🏻/ صالح شائف
بلغنا مساء الجمعة نبأ وفاة الصديق العزيز والرفيق الوفي والشخصية الوطنية المرموقة؛ الدكتور عبد العزيز الدالي أثر نوبة قلبية مفاجئة ؛ وبرحيله خسر الوطن هامة من هاماته الشامخة؛ وشخصية سياسية ووطنية مجربة عرفت بالإتزان والإخلاص والمثابرة والتسامح؛ وكان في حياته العملية والشخصية مثالاً للتواضع والحرص على علاقات طيبة وصادقة مع الجميع؛ ويتمتع بنفس الوقت بقدرة عجيبة على عدم الإنفعال أو التعامل بالمثل مع المواقف المستفزة التي كانت تجابهه بين وقت وآخر في حياته السياسية والعملية.
لقد رحل عنا الفقيد الكبير في لحظة فارقة من تاريخنا الوطني وبكل تعقيداته وتحدياته ومخاطره المتعددة؛ ولم يكن فقيدنا بعيداً عن كل ذلك؛ أو مراقباً سلبياً للأحداث؛ بل كان حاضراً من خلال وجوده ونشاطه السياسي في إطار المجلس الإنتقالي الجنوبي؛ وكمستشار لرئيس المجلس للشؤون الخارجية؛ بحكم خبرته الطويلة والغنية التي أكتسبها أثناء عمله وزيرا للخارجية؛ وجسد فيها قدرته وجدارته بقيادة الدبلوماسية الجنوبية؛ وبذلك يكون عبد العزيز الدالي قد أثبت وجوده وحيث ينبغي أن يكون؛ فكما بدأ حياته ونشاطه السياسي والوطني من اجل الجنوب؛ فقد أختتمها كذلك في النضال من أجل الجنوب وقضيته؛ وهو بذلك وضع نفسه في المكان المناسب والصحيح؛ والموقف اللائق به والجدير بمشواره الوطني الطويل؛ وهو الأمر الذي لم يجسده غيره وهم كثيرون مع الأسف؛ ووقفوا في المكان الخطأ وأبتعدوا كثيرا عن المواقف الصائبة والصحيحة؛ بل والمسيئة لقضية الجنوب الوطنية العادلة !
ولا نملك هنا غير أن نعبر عن حزننا العميق برحيل ( أبو هاني ) عن دنيانا وندعو الله له بالرحمة والمغفرة وأن يلهم أهله وذويه وكل محبيه ورفاقه بالصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.