تؤكد العديد من المؤشرات أن توقيت معركة سرت – الجفرة بليبيا أصبح وشيكاً جداً، في الوقت الذي التقى فيه القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر بمقره في الرجمة، وفداً عسكرياً وسياسياً أمريكياً.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الخميس، تشهد مدينة مصراتة في الغرب الليبي تحركات وحشوداً عسكرية من المرتزقة يشرف عليها مستشارون عسكريون أتراك. تزامناً مع ذلك، أكد خبراء أن أسلحة “حسم 2020″ المصرية، رسالة ردع قوية لكل من تسول له نفسه الأضرار بالأمن المصري والعربي.
صدام وشيك
وفي التفاصيل، تتسع التقديرات التي تقود إلى أن محور سرت – الجفرة أضحى الحلقة المُرشحة لأن تشتعل فيها المعارك ليس فقط بين الفرقاء الليبيين، وإنما أيضاً بين تركيا ومصر.
وأكدت مصادر عسكرية ليبية لصحيفة العرب اللندنية، أن مصر مُصممة على حماية المناطق التي وصفها الرئيس عبدالفتاح السيسي بـ”الخط الأحمر” في سرت والجفرة، ونشرت منظومتي دفاع جوي S-300 بعيدة المدى لحماية أجواء شرق ليبيا، إلى جانب نشر منظومات صواريخ ذاتية من نوع “بوك” لحماية منظومة S-300 من أي هجمات جوية قريبة المدى.
وعلى وقع هذه المُستجدات، اعتبر النائب البرلماني الليبي سعيد امغيب، بحسب الصحيفة، أن تركيا “تدق طبول الحرب، وتستمر في إرسال المرتزقة ودعم الميليشيات”، فيما ذهب زميله النائب محمد العباني إلى أن “معركة سرت والجفرة آتية لا ريب فيها وستكون القول الفصل”.
بحث وقف النار
من جهتها، قالت مصادر ليبية مطلعة لصحيفة الشرق الأوسط، إن مفاوضات سرية تجري حالياً بين عدة أطراف إقليمية ودولية لإقناع المشير خليفة حفتر، ومن وصفتهم بحلفائه الروس، بالتراجع عن سرت إلى مدينة أجدابيا، مقابل عدم إقدام قوات حكومة الوفاق، التي تدعمها أنقرة، على شن هجوم تتحضر له منذ بضعة أسابيع للسيطرة على منطقتي سرت والجفرة.
ووسط تهديدات أمريكية معلنة لحفتر بمواجهة العزلة والتعرض لعقوبات أمريكية ودولية في حال استمرار موقفه الرافض لاستئناف إنتاج النفط مجدداً، كشفت مصادر النقاب عن تهديد تركي جديد باستهداف مقر حفتر بالرجمة (شرق)، حال اندلاع مواجهة عسكرية مع ميليشيا الوفاق.
وقالت المصادر، التي طلبت عدم تعريفها، إن “طائرات حربية تركية أجرت مؤخراً سلسلة مناورات عسكرية قبالة السواحل الليبية، من بينها محاكاة استهداف المقر العام للجيش، بهدف توجيه ضربة استباقية، تستهدف مركز اتصالاته ببقية غرف العمليات العسكرية التابعة له”. وأكد مسؤول عسكري بالجيش الوطني، رفض ذكر اسمه، أن “المخطط التركي استدعى تعزيز الحماية من أي ضربات جوية محتملة”.
رسائل ردع
وفي سياق متصل، قالت مصادر معنية لصحيفة الراي الكويتية، إن “المعركة على الأرض، ستحدد شكل التدخل المصري، خصوصاً أن هناك ثقة بالقوات الليبية، ولاسيما بعد نشرها منظومة إس – 300، مدعومة بمنظومة بوك الدفاعية، لصد الهجمات الجوية، في وقت تتلقى قوات حفتر دعماً مصرياً معلوماتياً ولوجيستياً”.
وقال خبير عسكري للصحيفة، إن “الأسلحة التي ظهرت في حسم 2020، جاهزة للمشاركة في أي معركة مرتقبة. هناك مقاتلات رافال فرنسية الصنع ومقاتلات حديثة روسية الصنع. وبحراً، توجد الحاملة ميسترال، المسلحة خصوصاً، بصواريخ هاربون RGM-84، ويبلغ مداها 130 كيلومتراً، ما يعني أن من يتخطى سرت والجفرة، سيكون في مرمى نيرانها”.
واعتبر المستشار في أكاديمية ناصر العسكرية اللواء أحمد بلال، أن “أسلحة حسم 2020، كانت رسالة ردع قوية لكل من تسول له نفسه الأضرار بأمن مصر”، مضيفاً أن “المشاركة في أي عمليات مرتقبة، واردة، من أجل حماية الحقوق المصرية والعربية، ومع ذلك يبقى الحل السياسي مطروحاً، حتى في أصعب الظروف”.
تركيا تحشد المرتزقة
من جانب آخر، قال مصدر عسكري ليبي لصحيفة الاتحاد الإماراتية، إن “قوات الجيش الليبي عززت من دفاعاتها في مدينتي سرت والجفرة، بالتزامن مع وصول عدد من المستشارين الأتراك إلى مدينة مصراتة للإشراف على العمليات العسكرية ضد الجيش الوطني الليبي وسط البلاد”.
وأكد المصدر إرسال تركيا لمزيد من الأسلحة والذخائر والصواريخ دعماً للميليشيات والمرتزقة الذين تمولهم حكومة الوفاق، مشيراً إلى تخزين الميليشيات كميات كبيرة من الأسلحة في مدينة مصراتة التي ستعد خط إمداد رئيساً للميليشيات والمرتزقة الذين سيتقدمون نحو سرت والجفرة.