عبدالرحمن سالم الخضر
يجب على أطراف الصراع الدائر اليوم في محافظة ابين يجب عليهم ان يعلموا ان ما يحدث يحدث برضاء واتفاق تام بين قيادة التحالف العربي جميعا
لاسباب كان ابرزها مانتج عن اتفاق الرياض الذي وقعته السلطة الشرعية اليمنية
والمجلس الانتقالي الحنوبي في الرياض
ومانتج عن ذلك من عدم تحقيق أي من بنود الاتفاق الذي تتهم فيه الشرعية المجلس الانتقالي بعدم التنفيذ والعرقلة
كما يتهم المجلس الانتقالي الحنوبي
الشرعية بعدم التنفيذ الخ
وكما هو معروف ان الرياض حتى اللحظة لم تتهم طرف بعرقلة الإتفاق لاسباب يدركها السياسيين
من الطراز الأول ألا وهم يعلمون جيدآ ان سياسة المملكة العربية السعودية سياسية دولة عميقة ذات تفس طويل
خلال الفترة الماضية وخلال الاتهامات المتبادلة وآخرها المواجهات العسكرية في ابين جعلت الطرفين
كل طرف يعتقد أنها مؤيدة له! واحيان جعلت الطرفين يعتقد كل منهما ان الرياض تعمل ضده! وهذا شئ طبيعي لحساسية ا
لموقف الذي يتطلب عدم مواجهة طرف! لكن هذا لا يعني ان الرياض تقف موقف المتفرج ولكن بعكس ذلك فالرياض تعمل وفقآ لسياسة بعيدة المدى
وواثقة جيدآ ان بإمكانها ان تحيد اي طرف او تعلن عن عرقلته لتنفيذ اتفاق هي من رعته وتتحمل مسؤولية التاريخية والإخلاقية تجاه ردع ومحاسبة من يخل بذلك! ولكنها تعمل أيضا وفقآ لمعطيات
وتطورات الأحداث والواقع على الأرض وخاصة فيما يتعلق بالحرب الرئيسية والهامة والمصيرية ألا وهي الحرب مع الحوثيين! والحرب السياسية
مع دول اقليمية ودولية مؤيدة وداعمة للحوثيين! ولا يخفى على أحد مايحصل اليوم من إنشقاق وتمزق في صفوف الشرعية حيث أصبح جناح داخل الشرعية يتهم الرياض
بالتواطؤ تجاه ما أسموه تمرد الانتقالي ! ومن جانبها أوضحت بعض وسائل الإعلام السعودية
ان هناك وزراء أصبحوا يعملون ضد الشرعية والتحالف ويرتبطون بدول معادية مثل قطر وتركيا
وهنا لا يستبعد ان تكن الحرب الدائرة في ابين هي بتوجيه مباشر من تلك القوى التي تعتبرها الرياض معادية! وفي إعتقادي ان دعوة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي”
عيدروس الزبيدي ” إلى الرياض للتفاوض حول الوضع حاليآ والحرب في ابين
في إعتقادي ان ذلك سيبين كثير من غموض موقف الرياض
و سياسية النفس الطويل! ولاشك انها مفاوضات أصعب من تلك التي كانت من أجل اتفاق الرياض!
حيث ان الرياض تحمل كل ملفات فترة مابعد اتفاق الرياض حتى اللحظة! وهي ستكون ملزمة ومجبرة لكل الأطراف على تنفيذ اتفاق الرياض وسيعتمد
إعادة إنتشار كل هذه القوات وفقآ للظروف الراهنة عسكريآ وسياسيآ! حيث يستبعد ان يستأنف أي قتال جدي مع الحوثيين
وربما تكن هناك او تفعل جبهات كحروب شكلية
لإستخدامها كضغط أثناء مفاوضات مع الحوثيين برعاية أطراف دولية صرحت أكثر من مرة
ان الحل في اليمن لن يكون إلا حل سياسي! بعد ان فشل الحسم العسكري وقيادة التحالف تعلم جيدآ وعلى مدى أكثر من خمسة أعوام تعلم من قاتل ضد الحوثيين وحقق انتصارات
بدعم التحالف وتعلم جيدآ من لم يحقق أي إنتصارات رغم الدعم الكبير ألا محدود من قبل دول التحالف! كل هذا و غيره تعلمه دول التحالف
التي في إعتقادي أصبحت اليوم مهددة بتدخل دولي واقليمي
في حال عدم سرعة الإتفاق على حل سياسي يضمن امن دول المنطقة بواقع ملموس
وهذا لن يتم إلا في حال إيجاد حل سياسي يحصل فيه الجنوبيين على دولتهم المستقلة التي ستكون
عامل إستقرار سياسي وعمق إستراتيجي لدول المنطقة
وأمن وإستقرار لليمن شمال وجنوب
في ظل نظامين سياسيين خاضوا تجربة مريرة
في وحدة لم تجلب لليمنيين شمال وجنوب سوى القتل وزرع ثقافة الكراهية بين شعبين شقيقين كانا قبل الوحدة يشكون أعظم وحدة ألا وهي المحبة وعدم التفريق بين صنعاء وعدن!
نأمل من تجار الحروب ان يكفوا عن مواصلة إراقة الدماء لخدمة لا تتعدى مصالحهم الضيقة التي بسببها أصبح اليمن شمال وجنوب
وطن تتسابق قوى النفوذ الدولية والإقليمية
على جعله مساحة حرب لتصفية حسابات سياسية
وجعله موقع خطر لإبتزاز دول المنطقة
فكفى ….نسأل الله أن ينصر الحق ويزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا