كتب: صالح الحضرمي
بمناسبة الذكرى الثلاثين لقيام الوحدة بين دولتي الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، ينشر موقع اخبار عدن تحليلا مختصرا عن بعض الأسباب التي استندت لها القيادة الجنوبية ممثلة بالرئيس علي سالم البيض لإعلان قيام جمهورية اليمن الديمقراطية ليلة 21 من مايو عام 1994، كخطوة أولى نحو استعادة الدولة الجنوبية المستقلة بعد ان فشلت عملية الوحدة الاندماجية بين الدولتين.
من اهم الأسباب التي تم الاستناد اليها لإعلان الوثيقة، بانه ورغم الإعلان السياسي عن الوحدة بين الدولتين الا ان الوحدة لم تستكمل بناء مؤسسات الدولة الموحدة حيث لم تدمج مؤسسات الدولتين السابقتين في اليمن واهمها الوحدات العسكرية بسبب العراقيل وفرض الهيمنة من قبل قيادة الجمهورية العربية اليمنية على الدولة الجديدة ولم يتم الالتزام باتفاقيات الوحدة بين كل من دولتي الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
- عدم تنفيذ قرارات الحكومة وشن حملة من الإرهاب ضد العناصر الوطنية التي تتعاطف مع برنامج البناء الوطني والإصلاح السياسي والاقتصادي والإداري والمالي الذي اقره مجلس النواب في 15 ديسمبر 1991. وتركزت عملية الاغتيالات على القيادات القادمة من جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ومن أعضاء الحزب الاشتراكي اليمني، وشملت أيضا بعض الشخصيات الوطنية والحزبية والمستقلة من الجمهورية العربية اليمنية وتمثلت في الاغتيالات السياسية واقلاق الامن والاستقرار واختطاف الأجانب العاملين في اليمن ،وزاد نشاط الأصوليين الإسلاميين المرتبطين بالمنظمات الدولية الإرهابية وبدعم من بعض العناصر المتنفذة في السلطة.
- الممارسات اللاديمقراطية واللا قانونية في الانتخابات النيابية في ابريل 1993 واستمرار الاغتيالات السياسية عشية الانتخابات والخروقات الدستورية وتزييف الانتخابات واستمرار عقلية التسلط والهيمنة دون أي اعتبار لهذه التجربة الوليدة.
- وجرت المحاولة الثالثة لبناء الدولة اليمنية وتصحيح مسار الوحدة من خلال الحوار الوطني الواسع الذي شاركت فيه الأحزاب والتنظيمات السياسية الفاعلة على الساحة اليمنية وانبثق عنه وثيقة العهد والاتفاق التي تم التوقيع عليها بشكل اولي في 18 يناير 94 والتوقيع النهائي في 20 فبراير 94 في عمان برعاية المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال.
وبإعلان الحرب سقطت كل المحاولات الوطنية والمسؤولة التي قامت بها قيادة الجنوب والحزب الاشتراكي اليمني ومعه كل القوى الوطنية لتصحيح مسار الوحدة وبناء دولتها الوليدة وتعزيز الممارسة الديمقراطية وإصلاح الأوضاع الاقتصادية ورفض وتعطيل وكل المبادرات السياسية وفي مقدمتها وثيقة العهد والاتفاق. وكان لازما على القيادة الجنوبية الإعلان عن استعادة الدولة الجنوبية بعد فشل الوحدة بين الدولتين.