اخبار عدن
بقلم: محمد علي محمد أحمد
هل من المعقول لأحد منا أن يقبل ويصدق ما يحدث من افتعال أزمة متعمدة في ملف الخدمات سيما الكهرباء والماء والوقود وارتفاع الأسعار و تدهور في العملة و زيادة مستوى الفقر الذي بات يقترب من كارثة تهدد سكان عدن بشكل خاص والجنوب عموماً، لتنطلي علينا تلك الأكاذيب ونسمح لهم بالضحك والسخرية منا بقولهم أن سبب ذلك أزمة خانقة في الوقود وبأن الحكومة عجزت عن توفيره وهو ما أدى إلى انعدام خدمة الكهرباء والماء ، أهذا بالله عليكم ما تحملنا لأجله من صبر وعناء من نخبنا وقادتنا والساسة النجباء ؟
أهكذا أصبح حال عدن التي تعد حد زعمهم بأنها أهم مدينة تجارية وهي (العاصمة الإقتصادية للشرعية) و (العاصمة السياسية للجنوب) وهي فوق هذا تحتضن أهم ميناء في المنطقة بل ولعقود مضت كان في المرتبة الثانية عالمياً، و كذا أهم و أكبر مصفاة نفطية على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا و أكثرها عراقة و شهرة و موثوقية، ومن المستفيد من إيقاف نشاطهما ؟!
و منذ متى بادرت حكوماتنا بتقديم جهودها ومحاولاتها المضنية باهتمام ومسئولية وسخرت كل إمكانياتها بصدق و إخلاص وأمانة فأخفقت لنقبل حجتها بأنها فشلت ؟
أم أن هذا العجز والفشل في مهامها نتيجة طبيعية لتقاعسها عن أداء دورها وانشغالها بما يحقق مصالحها الشخصية على حساب مصالح شعبها مهما كانت عواقب تلك الخسة والنذالة منهم وخيمة ومؤلمة في حق شعبها.
ومالذي يُرجَى من عصابة هدفها ادخار الأموال الخاصة و عملت في سبيل تذليل ذلك إلى ترسيخ الفساد و توسيع رقعته و هدم الأخلاق و نشر الرذيلة وتفريخ اللصوص والتمرد على القانون ومحاربة الشرفاء و تلفيق التهم للأبرياء و الدفاع عن كل السفهاء و تهميش الأكفاء و تلميع الأغبياء!!
ثم أليس الجنوب وعاصمتة عدن ترزح تحت سيطرة واحتلال تحالف بلدين من أغنى دول العالم والمنطقة بالنفط والغاز و المخزون النقدي الهائل ، و اللتين باستطاعتهما انتشال وضع الوطن و المواطن بالحزم وتحسين مستوى الخدمات بالأمل و بما يحقق مقومات الحياة المعيشية، وليس ذلك منة منهما بل بأموال و ثروات الوطن التي استباحوها واستحلوها دون وجه حق ولا تحركت لها غيرة مقاوميها..
فما الحكومة والرئاسة إلا فُرُشٌ لهما و وسادة، و ما مظاهر هيلمان الدولة سوى أكذوبة، حتى ساستنا وقادتنا يمارسون بكل قبح الد…. ؟!
إذن ما نعانيه ليست أزمة سببها العجز و الافتقار
بل عمل ممنهج وهي سياسة الإذلال و الاستعمار
و يدرك الشعب ذلك لكنه يرفض أن يرفع الستار
إذن فلتتجرع بؤسك بصمتٍ أو فلتثُرْ كالأحرار